أكاد أحلق فى السماوات العلا وأنا أستمع لسورة الكهف صباح يوم الجمعة عبر إذاعة القرآن الكريم بأصوات مشاهير القراء الحصرى وعبد الباسط والمنشاوى ومصطفى اسماعيل والبنا الذين أبهروا العالم بأدائهم الرائع وأصواتهم الملائكية وصدروا القرآن المرتل لمشارق الأرض ومغاربها حتى للبلد الذى أنزل فيه كما قال الشيخ محمد متولى الشعراوي. وأعتقد أن الكثيرين يعلمون ما تحويه سورة الكهف ولكنى أذكر بعض فوائدها وأفضالها (فإن من قرأها يوم الجمعة أضاء الله له نورا من تحت قدميه حتى عنان السماء يضيء له يوم القيامة كما يغفر له الله ما بين الجمعتين. ومن يقرأ الآيات العشر الأخيرة من سورة الكهف فإنها عصمة له من الدجال) رواه الثورى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أن السبب فى نزول السورة هو تحدى كفار قريش للرسول الكريم ومحاولة تعجيزه عن طريق أحبار اليهود الذين طلبوا أن يسألوا الرسول عن أمور ثلاثة وهى عن فتية ذهبوا فى الدهر الأول وكان لهم حديث عجيب فما كان منهم؟ وعن الرجل الطواف الذى بلغ مشارق الأرض ومغاربها فما كان نبؤه؟ وسألوه عن الروح؟ فلما وصلت الأسئلة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقال سأخبركم غدا ولم يستثن. ومكث الرسول خمس عشرة ليلة لم يأته الوحى فأرجف أهل مكة مما أحزن الرسول ثم جاءه جبريل عليه السلام بسورة الكهف وبها معاتبة من ربه لحزنه عليهم ونصيحة «ولا تقولن لشيء إنى فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله» وأخبره بأمر الفتية الذين آمنوا بربهم وفروا إلى الكهف هربا من ظلم الملك ديقيانوس وأما الرجل الطواف فهو ذو القرنين، وأما الروح فهى.. «من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا» الاسراء «85» وأنا ألاحظ أن معظم الدعاة والوعاظ الذين يشرحون السورة المذكورة يركزون دائما على قصة الفتية أصحاب الكهف وكلبهم ومدة وكيفية رقودهم وأيضا قصة سيدنا موسى مع العبد الصالح وخرقه السفينة وقتله الغلام وبنائه الجدار ولكنهم يمرون مرور الكرام ويغفلون عن التركيز على الآية «28» والتى تعتبر دستورا يتبع لاختيار الأصحاب والأصدقاء الذين يجب أن نوجه أبناءنا وشبابنا للارتباط بهم خاصة هذه الأيام التى يموج فيها الناس بعضهم ببعض ويختلط الحابل بالنابل، وبالذات فى عالم الفيس بوك والانترنت الذى أضاع الكثير من القيم والأخلاق وهى التى يجب أن نسترجعها ونتمسك بها باتباع تعاليم وإرشاد تلك الآية: «واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا» (28) د. عز الدولة الشرقاوى سوهاج