لا أعتقد أن هناك من يختلف على ان العقل المصرى من أذكى العقول على مستوى العالم، وأن الانسان المصرى قادر على صنع المستحيل إذا كان تحت ضغط وليس أدل على ذلك من بناء قناة السويس الجديدة فى زمن قياسى ابهر العالم، لكن الحقيقة أيضا أن كثيرا من الشعب المصرى يحب الاستسهال ويعشق الفهلوة. وفى المقابل كثير من المصريين يلتزمون بالتعليمات إذا شعروا بشىء من المراقبة وهو ما حدث من الامتناع التام عن التدخين فى مترو الانفاق والحفاظ عليه كمشروع حضارى وفى الأماكن التى تفرض عقوبات مالية، وكذلك عندما تم تركيب كاميرات مراقبة لإشارات المرور انصاع قائدو المركبات بشكل مذهل وكأننا فى إحدى الدول الأوروبية. ما أقصده أنه إذا تم مراقبة القائمين على بوابات ومنافذ الدخول والخروج من وإلى جميع المطارات المصرية من خلال كاميرات مراقبة، وكذلك العاملون على أجهزة الكشف على الامتعة والحقائب بالاشعة وايضا مراقبة اماكن انتظار السيارات والعاملين بها وعمال النظافة المنتشرين فى صالات السفر والوصول وباركات السيارات وفى دورات المياه حيث يلعب هؤلاء العاملون دورا كبيرا وخطيرا فى تأمين المطارات من عدمه. أقول إذا تم مراقبة كل هؤلاء وأولئك بوضع كاميرات متصلة بغرفة عمليات فعالة بحق تعمل على مدار الساعة وليست للديكور أو لاستكمال الإجراءات التأمينية وعندما يتأكد كل موظف أو عامل انه مراقب فلن نرى من يترك بوابة الدخول او جهاز الاكس راى سداح مداح ويذهب لتناول لقمة سريعة أو كوب شاى أو إلى دورة المياه كما يحدث فى كثير من الأحيان أم من يترك عمله للتصوير والترحيب بفنان أم شخصية مشهورة ولن نجد الصفقات التى تعقد بين الراكب وعمال النظافة او الوسطاء فى البارك أو دورات المياه لتمرير ممنوعات أو حقائب أو عملة اجنبية ولن نرى من يطارد الراكب منذ ظهوره فى المطار ويلاحقه بالاصرار العجيب والغريب على حمل حقائبه وامتعتة بعبارات حمد الله على السلامة وبنورت مصر وترجع بالسلامة.. فى هذه الحالة فقط نستطيع ان نقول ان مطارات مصر آمنة. لمزيد من مقالات هشام الشامي