أغلب العرب والمسلمين لا يعرفون للأسف الشديد أننا قدمنا للإنسانية حضارة إسلامية أدهشت الدنيا كلها فيما بين القرنين الثامن الميلادى والخامس عشر وكانت الفترة نفسها هى فترة الظلام فى أوروبا لأننا لم نكن قد ابتلينا بعد بالخوارج الجدد الذين يشوهون الإسلام بإرهابهم المجنون. ومن هنا تجىء أهمية المؤلف الرائع للدكتور محمد رضا عوض محمد.. ابن المؤسسة العسكرية.. والذى صدر عن مركز الأهرام للنشر تحت عنوان: «الطب وعلماؤه فى عصر الحضارة الإسلامية ويرصد فيه مدى تأثير عصر النهضة الإسلامية على العصر الحديث مستشهدا بمقولات عديدة أبرزها شهادة الدكتور خوسيه لويس بارسلو من أسبانيا التى يقول فيها: «إن الأطباء العرب لم يكتفوا بترجمة المؤلفات الطبية اليونانية والهندية والفارسية القديمة ولكنهم أعطوا العالم أطباء بمعنى الكلمة وأعطوا الطب شكلا لم يكن معروفا من قبل وكانت مدارسهم مثلا اقتدت به أوروبا فأسست جامعاتها على نفس النمط واستخدمت نفس المناهج التعليمية بالمدارس الإسلامية وخير مثال «مدارس الطب فى ساليرن بإيطاليا ومونبليه وباريس بفرنسا». ويرصد الكتاب أبرز الأطباء العرب والمسلمين مثل جابر بن حيان وحنين بن إسحاق والكندى والطبرى وثابت بن قره وأبو بكر الرازى وابن ماسويه وابن الجزار وسعيد بن البطريق والفارابى والبغدادى وابن التلميذ وابن جزلة وأبو القاسم الزهراوى وابن سينا وابن رضوان وابن الهيثم والبيرونى وابن طفيل وابن بكلان وابن زهر وابن ماجة وابن رشد ومهذب الدين الدخوار وموسى وابن ميمون وابن البيطار وابن أبى صبيعة وابن النفيس ولسان الدين بن الخطيب وداود الأنطاكى. لقد ألف ابن الهيثم 24 كتابا ورسالة فى البصريات وكشف عن خطأ نظرية إقليدس وغيره فى أن شعاع الضوء ينبعث من العين ويقع على الأشياء فتبصرها العين مؤكدا من جانبه أن شعاع الضوء يخرج من الشىء المبصر ويقع على العين واستدل بالتجربة والمشاهدة على أن امتداد شعاع الضوء يكون على خط مستقيم.. أما بن سينا فقد ألف نحو450 كتابا بقى منها 240 كتابا بينها 40 كتابا فى علوم الطب أشهرها «القانون» الذى ظل المرجع الأساسى لدراسة الطب فى أوروبا حتى وقت قريب!. خير الكلام : يمشى الكرام على أثار غيرهم.. وأنت تخلق ما تأتى وتبتدع ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله