تهل علينا أعياد الطفولة هذه الأيام دون أن تكون هناك مؤسسة ثقافية حقيقية تتولي رعايتهم مثلما كان يحدث من قبل، وفي هذا الشأن يقول الكاتب محمود قاسم انه تم إلغاء المعرض السنوي لكتاب الطفل، وانتقل إلي دولة شقيقة، ولم نعد نري مبادرة واحدة خاصة بثقافة الطفل، حيث إن الوضع الحالي لمركز ثقافة الطفل لا تعطيه جميع الإمكانات التي تبعث الإحساس بأن للأطفال عيدا خاصا بهم. وكانت هناك احتفالات علي المستوي الرسمي وقد ألغيت كلها، وما أحوج أطفالنا إلي البهجة. خاصة لدي الوزارات التي يدخل الطفل وثقافته ضمن أنشطتها وبرامجها، منها وزارة التربية والتعليم، والشباب، والثقافة، وأيضا وزارة الصحة، وما أحوج أطفالنا إلي مسابقات في مختلف المجالات الفنية وفي المهارات والإبداع يتم الاعلان عنها قبل ثلاثة أشهر، ويتم اعلان نتائجها هذا الشهر وسط احتفالات بالموهوبين الجدد الذين سيأتي عليهم الوقت لإدارة هذا البلد، أما أطفال الشوارع فقد تم إبعادهم دوما عن هذه المناسبات، كأنهم من خارج الوطن مما قد يحولهم إلي قنابل موقوتة، ربما سوف نشاهد احتفالا هنا أو هناك كنوع من ذر الرماد في العيون، لكنها أنشطة محدودة للغاية لا تتناسب مع الأعداد الغفيرة لأطفال مصر، ولا مع ما يستحقون من الاهتمام. ويشير إلي أن أهمية هذه الاحتفاليات أنها تتم بشكل جماعي، وغالبا ما يكون الطفل الواحد بمنزلة أسرة، أما أطفال الشوارع فلهم الله إن لم ترعهم الدولة من جميع ألوان الحياة، بعد أن أصبحت الشوارع هي مأواهم ومأكلهم، وأسرتهم، وسببا لما يقبلون عليه من سلوك.