عقد وزراء الداخلية والعدل فى الاتحاد الأوروبي أمس اجتماعا طارئا فى بروكسل من أجل بحث الرد الأوروبي على التهديد الإرهابي بعد اعتداءات باريس الأخيرة، والتي كشفت عن وجود ثغرات أمنية داخل دول الاتحاد. وفى هذا السياق، دعا برنار كازنوف وزير الداخلية الفرنسي أوروبا إلى»تنظيم صفوفها» أمام «الخطر الإرهابي»، مشيرا إلى أن أوروبا أضاعت الكثير من الوقت لاتخاذ قرارات ملحة لمكافحة الإرهاب. وأوضح كازنوف أن بلاده لم تتلق «أي معلومات» من دول أوروبية أخرى حول عبد الحميد أباعود الذي يعتقد أنه مدبر اعتداءات باريس قبل وصوله إلى فرنسا. وتابع»لم يبلغنا جهاز مخابرات من دولة من خارج أوروبا أنه علم بوجوده في اليونان إلا بعد اعتداءات باريس». وقال كازنوف إن «التعاون في مكافحة الإرهاب أساسي. ومن الملح أن تتدارك أوروبا الأمر وتنظم صفوفها وتدافع عن نفسها في وجه الخطر الإرهابي». وأكد كازنوف أنه من الضرورى تعزيز مراقبة الحدود الخارجية لأوروبا بشكل كبير» وإلى «تعزيز التنسيق ضد تهريب الأسلحة». وتابع أن «هذه التدابير تطالب بها فرنسا بشدة منذ أكثر من عام ونصف العام، لكن الأمر لا يسير بالسرعة الكافية». ومن جانبها، أكدت تيريزا ماي وزيرة الداخلية البريطانية أن «هناك ارتباطا واضحا بين أمن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي والأمن داخل القارة»، داعية جميع الدول إلى تنفيذ ما تم الاتفاق بشأنه حول أمن الحدود،. وأضافت ماي أن بلادها ستضغط على باقي دول الاتحاد في اتجاهين، وهما إحراز التقدم نحو تغليظ العقوبات ضد أولئك الذين يهربون الأسلحة، وتبادل سجلات المسافرين، إلى جانب قضايا تمويل الإرهاب، ومراقبة الحدود. ومن جهته، حذر روب واينرايت مدير الشرطة الأوروبية «يوروبول» من احتمال شن هجمات جديدة في دول الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن التهديد الإرهابي إثر اعتداءات باريس هو»الأكثر جدية في السنوات العشر الأخيرة». وعلى صعيد تطورات الأوضاع فى باريس، أكد مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي على أن بعض مرتكبي الاعتداءات الإرهابية في باريس»اغتنموا أزمة اللاجئين ليتسللوا» إلى فرنسا. وحذر في لقاء مع تليفزيون «فرانس2» من أن نظام فضاء شنجن قد يصبح»موضع تشكيك إذا لم تتحمل أوروبا مسئولياتها» في ضبط حدود هذا الفضاء الذي يضم 26دولة أوروبية. ومن جهتها، واصلت قوات الشرطة بمعاونة قوات مكافحة الإرهاب عمليات المداهمة، حيث ما زالت السلطات تبحث عن صلاح عبد السلام الذي يشتبه في انتمائه إلى المجموعة التي هاجمت المطاعم والمقاهي، ويشتبه في أن شريكين له ساعداه في الهرب إلى بلجيكا، حيث تم توجيه الاتهام إليهما. وقال مصدر في الشرطة الفرنسية إن مدبر هجمات باريس المشتبه به عبد الحميد أباعود رصد في اللقطات التي سجلتها كاميرات المراقبة في محطة مترو بينما كانت الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية يوم الجمعة الماضي جارية.