«اصحى يا ابنى الباص زمانه جاي» نامى يا ابنتى عشان تصحى بدري"، "ذاكر يا ابنى .. ذاكرى يا بنتي"، "اطفئ التليفزيون يا ابني.. فلا يوجد بيت لا يخلو من هذه التصرفات التى تحث بها الأم أبناءها على الالتزام وتحمل المسئولية، فمنذ بداية الموسم الدراسى تعيش الأم المعاناة اليومية بداية من الاستيقاظ للذهاب الى المدرسة واستذكار الدروس والنوم مبكرا وما يتخلله ذلك من مهام أخري، سواء كان عمل الأم او توصيلها لتمارين الأبناء، وقضاء متطلبات المنزل، وغيرها من الالتزامات... ومع كل هذا نجد الأبناء يتعاملون مع نصائح وتوجيهات الأم بمنتهى البلادة والاستفزاز، الأمر الذى يغضب الأم ويثير أعصابها، وقد يتطور الأمر ويسوقها الى مرحلة الغضب ثم اللجوء الى الضرب كرد فعل، فتندم بعد ذلك ثم تقوم باحتضانهم وتقبيلهم وهم نائمون مثل الملائكة.. ودائما ما تقول المرة القادمة سوف أتحكم فى أعصابى وتفشل كالعادة.. فما الحل من جانب الأم لتجنب العصبية وأيضا كيف تتعامل مع بلادة مشاعر الأبناء؟ د.علاء رجب استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية يوضح لنا كيفية التحكم فى عصبية الأم والتعامل مع بلادة الأبناء واستفزازهم ويقول: ماأن تبدأ الدراسة حتى تتغير الحياة داخل المنزل فنجد الالتزام والجدية وشعار المذاكرة هو المشهد المتصدر من الآباء، لكن يجب علينا أن ندرك أنه لابد أن يتم تهيئة أبنائنا للاستذكار بشكل صحى بداية من تنظيم وقت مشاهدة التليفزيون ومرورا بتنظيم استخدام الموبايل بما يحمل من برامج ومواقع تواصل تصل الى حد الإدمان داخل الأسرة، ولا أبالغ إذا أعلنت أن أهم خطر يداهم الأبناء ويسبب انفعالات متعددة من جانب الأم هوالجلوس مع الموبايل بشكل مبالغ فيه، لذا يجب على الأم أن تبتعد عن لغة التهديد والوعيد لأنها ستفقد مصداقيتها وصورتها المتزنة، ويجب أن تدرك الأم أنها كلما زادت عصبيتها فقدت نفوذها وسط أبنائها، فالأم الهادئة أكثر سيطرة على أولادها، وتفوز باحترامهم وطاعتهم بأضعاف ما تحصل عليه الأم العصبية، والتى يعتاد أولادها على صراخها، وربما يبادلونها بصراخ أشد. ويضيف أن الأمومة شعور وإحساس مختلف والعصبية نابعة من الاهتمام بالأبناء والخوف على مستقبلهم، ولكن ما يجب معرفته أن الأبناء لا يتعمدون مضايقة الأم سواء بإهمال المذاكرة، أو برفض تناول الطعام، أو بالامتناع عن تنفيذ الأوامر، ولكن المشكلة أن هناك اختلافا فى الرغبات بينهم، فهم يرون أن هذه التصرفات المرفوضة من وجهة نظر الأم، تمنحهم قدرا من المتعة من وجهة نظرهم، أو تبتعد بهم عن بعض القيود أو الأمور التى لا يحبونها، مثل الطعام و المذاكرة او النوم مبكرا، ونجد الأم مع كثرة الأعباء والضغوط المحملة بها ولخوفها عليهم ترى أنهم لا يسمعون كلامها ويستفزونها وبالتالى تدخل فى دائرة مغلقة لا تجد لها حلا. ويشير الى أن مسئولية تربية الأبناء تستمر 24 ساعة فى اليوم يجب تحمل مسئوليتها باقتدار وذكاء، لذلك يجب معرفة الدوافع الحقيقية وراء العصبية ودراسة الأمور بشكل هادئ وواقعي، مع مراعاة الفروق الفردية من جهة وإمكانات أبنائها من جهة أخري، وعدم الضغط الشديد عليهم لأن ذلك يأتى بنتائج عكسية. ويجب إدراك شيء مهم، أن الأم تحتاج الى وجود الأب فى توجيه وتنظيم أمور الأبناء ويدرك كلاهما أنهما بمنزلة مسرح يشاهده الأبناء طوال الوقت. ويحذر د. علاء الأم العصبية أنها أكثر عرضة للأمراض النفسية والجسدية، كما أنها تعلم أبناءها الصراخ والعصبية مع بعضهم، والتخلى عن العصبية لا يعنى الموافقة على الأخطاء أو التغاضى عنها، ولكن الهدوء وإعطاء العقل والجسد قدرا كافيا من الاسترخاء والتعامل بمرونة معهم سيهون الكثير، ويقلل من عنادهم، ويضاعف من قدرات الأم نفسها، كما أن إظهار الحب للأبناء دائما، هو أفضل أسلوب للتعامل معهم لأنهم سوف يفعلون الأفضل للحصول على مزيد من الحب والحنان الذين هم فى احتياج دائم له.