أصيب العالم بأسره بحالة من الصدمة والرعب عقب اعتداءات باريس الدامية، ليعرب زعماء وقادة العالم عن تضامنهم مع فرنسا فى مواجهة أشرس حرب تقودها التنظيمات الإرهابية ضد شعوب الأرض. فقد كشف مصدر مقرب من الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند عن أنه أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكى باراك اوباما، اتفقا خلالها على تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين لمواجهة الإرهاب. وأوضح المصدر نفسه أن »أوباما أراد أن يعبر عن دعمه للشعب الفرنسى إزاء هذه المأساة الفظيعة، واستعرضا الرئيسان مجريات الأمور فى باريس«. وأضاف أن الرئيسين »كررا التزامهما العمل بشكل وثيق فى مواجهة الإرهاب، ومواصلة الاتصالات لتبادل المعلومات خلال الساعات والأيام المقبلة«. وكانت واشنطن قد أكدت دعمها الكامل لفرنسا التى تعرضت لاعتداءات إرهابية دامية، وعرضت تقديم الدعم »لإحالة الإرهابيين للعدالة«. وأشار أوباما فى كلمة مقتضبة فى البيت الأبيض إلى شعار الثورة الفرنسية »حرية مساواة اخوة«، مؤكدا ان الولاياتالمتحدة تتقاسم مع فرنسا القيم نفسها، مشددا على أن هذه الهجمات »ليست اعتداء على باريس فحسب، بل هى اعتداء يستهدف الإنسانية وقيمنا العالمية«. ومن ناحيته، أكد جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى »أن وحشية من هذا النوع لن تستطيع أبدا أن تهدد ما نحن عليه. سنرد، وسننتصر«. كما ندد جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى ب »الاعتداءات الإرهابية« التى ضربت باريس ووصفها ب »الأعمال المشينة والوحشية«، معتبرا أنها »اعتداء على إنسانيتنا المشتركة«. وأضاف كيرى »نقف إلى جانب الشعب الفرنسى خلال هذه الأوقات المظلمة. إن هذه الهجمات الإرهابية لن تؤدى إلا إلى تعزيز تصميمنا المشترك« على محاربة الإرهاب. وفى نيويورك، أدان مجلس الأمن الدولى »الهجمات الإرهابية البربرية والجبانة« التى شهدتها باريس، وأودت بحياة عشرات الأشخاص. وأكد فى بيان رسمى أن »أعضاء مجلس الأمن يعربون عن عميق مواساتهم لأسر الضحايا وحكومة فرنسا«، وشدد على ضرورة محاسبة مرتكبى هذا العمل الإرهابي. كما أدان بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة »الاعتداءات الإرهابية الدنيئة«، مؤكدا »وقوفه إلى جانب الحكومة والشعب الفرنسيين«. وفى موسكو، قدم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تعازيه للشعب الفرنسى فى برقية بعث بها الى نظيره الفرنسي، فيما عرض المساعدة من جانب روسيا مؤكدا »أن الجرائم الإرهابية شر لا يقبل التبرير، ومأساة باريس تحتم علينا جميعا توحيد الصفوف فى وجه التطرف، والتصدى للإرهاب بحزم وثبات«. وفى حديثه إلى وكالتى إنترفاكس والأناضول أعاد بوتين إلى الأذهان اقتراحاته حول تشكيل ائتلاف دولى لمكافحة الإرهاب لمواجهة الأخطار المتنامية من جانب »داعش« وغيره من التنظيمات الإرهابية فى المنطقة. كما أكد ديمترى ميدفيديف رئيس الوزراء الروسى أن اعتداءات باريس لا يمكن تبريرها. وأعرب فى بيان رسمى عن مشاطرة روسيا للشعب الفرنسى الحزن والألم. وفى لندن، دعت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها الذين سيزورون فرنسا خلال الأيام القليلة القادمة لتوخى أقصى درجات الحذر عقب الهجمات الإرهابية التى ضربت باريس. وأكدت الخارجية البريطانية أنها على تواصل مع السلطات الفرنسية للتأكد مما إذا كان هناك أى من مواطنيها ضمن ضحايا الهجمات الإرهابية، وأعلنت السفارة البريطانية فى باريس حالة التعبئة الكاملة فى السفارة للتعامل مع تداعيات الحادث الإرهابي. وفى برلين ، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن »صدمتها« بشدة إزاء الأخبار والمشاهد التى تأتى من باريس، وأضافت أنه فى هذه الأوقات نفكر فى ضحايا الإعتداءات الإرهابية وأقاربهم وبكل سكان باريس«. وتزامن ذلك مع إعلان فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألماني، الذى كان موجودا فى استاد فرنسا الدولى لحظة وقوع الاعتداءات، عن شعوره ب«الرعب والاضطراب الشديد« اثر الاعتداءات.وأضاف فى تغريدة نشرها الحساب الرسمى لوزارته »نحن إلى جانب فرنسا«. وفى بكين ، أبدت الصين »صدمتها العميقة« وإدانتها الشديدة« لاعتداءات باريس، حيث أكد وزير الخارجية الصينى أن »الإرهاب هو عدو الإنسانية والصين تدعم بقوة فرنسا فى جهودها لمكافحة الإرهاب«. وفى مدريد، أكد ماريانو راخوى رئيس الوزراء الاسبانى لنظيره الفرنسى مانويل فالس فى اتصال هاتفى تضامن بلاده الكامل مع باريس. وشدد على أنه فى مواجهة هذه الأحداث المأساوية »اليوم كلنا فرنسا« . ومن جهته، أكد خوسيه مانويل مارجالو وزير الخارجية الإسبانى للتليفزيون الرسمى »تى فى إيه« أن »الاعتداءات التكفيرية« التى استهدفت باريس »تثبت أننا نواجه تحديا غير مسبوق، تحديا يتسم بوحشية مهولة«. وفى روما، أكد ماتيو رينزى رئيس الوزراء الإيطالى »تضامن« بلاده مع »الأشقاء الفرنسيين ضد الهجوم الوحشى فى باريس وأوروبا«. ومن ناحيتها، أكدت كندا »تضامنها مع فرنسا« إثر »الاعتداءات الإرهابية«، مشيرة إلى أنها »ستعمل مع المجتمع الدولى للمساهمة فى منع وقوع مثل هذه الأعمال الرهيبة والعبثية«. وفى أنقرة، وجه الرئيس التركى رجب طيب إردوغان تعازيه إلى فرنسا، مطالبا ب«إجماع للمجتمع الدولى ضد الإرهاب«، وأوضح أنه »بالنسبة لبلد يعرف تماما تداعيات الإرهاب وأساليبه نتفهم تماما ما تعانى منها فرنسا«. وفى إسرائيل، أكد بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء تضامنه مع فرنسا فى »الحرب المشتركة ضد الإرهاب«. وفى طهران، ندد الرئيس الإيرانى حسن روحانى باعتداءات باريس التى اعتبرها »جرائم ضد الإنسانية«، مرجئا جولة أوروبية شملت إيطالياوفرنسا كان من المفترض أن تبدأ أمس. كما أدان الفاتيكان هجمات باريس ووصفها بأنها »عنف إرهابى مجنون« ودعا إلى رد حاسم لمواجهة انتشار »الكراهية التى تدفع للقتل».