تبدأ اليوم بمدينة «فاليتا» عاصمة مالطا، القمة الأوروبية الإفريقية حول الهجرة التى تعقد على مدى يومين. وتهدف القمة التى يحضرها رؤساء عدد كبير من الدول الأوروبية والإفريقية إلى تقوية التعاون بين الجانبين للتصدى لمشكلة الهجرة غير الشرعية. وسيرأس القمة دونالد تاسك رئيس المجلس الاوروبى وجون كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية وفيدريكا موجرينى المنسق الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية وعدد من كبار المسئولين بالاتحاد الأوروبى. وسوف يشارك الاتحاد الأفريقى فى القمة الى جانب 33 من الدول الإفريقية منها مصر. كما سيشارك فى القمة عدد من الهيئات الدولية المعنية بالأمر منها الأممالمتحدة والمفوضية العليا لشئون اللاجئين. وتأتى أهمية القمة نظرا لما يمر به العالم من مشكلات تدفق اللاجئين خاصة السوريين الى القارة الأوروبية وما يصاحب ذلك من غرق العشرات بل المئات من اللاجئين فى البحر المتوسط فى محاولة للهروب من الظروف الاقتصادية الصعبة فى القارة السمراء. وكان المجلس الأوروبى فى اجتماعه الاستثنائى الذى عقد فى 23 ابريل الماضى قد قرر تفعيل كافة الجهود للتصدى لظاهرة خسارة العشرات من الأرواح بسبب الهجرة غير الشرعية. ومن ثم كان لابد من تفعيل التعاون بين الجانبين الإفريقى والأوروبى للتصدى لهذه المشكلة . كما تأتى القمة بعد سلسلة من الاجتماعات والجهود التى بذلت لبحث الأمر ,مثل اجتماعات الرباط والخرطوم والحوار الدائم بين الجانبين الأوروبى والافريقى لاتخاذ عدد من الإجراءات فى هذا الشأن. ومن المتوقع أن تناقش القمة الأسباب الجذرية لتفاقم مشكلة الهجرة غير الشرعية والعمل على دعم السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية فى دول المنشأ ودول العبور. ويتضمن ذلك خلق فرص العمل وتحسين فرص التعليم والتدريب المهنى. هذا إلى جانب العمل على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة .ومن المتوقع أن يناقش القادة الأفارقة والأوروبيون فى القمة القنوات الشرعية للهجرة وتسهيل التحرك بطرق شرعية من وبين الدول الافريقية. كما سيتم بحث سبل حماية اللاجئين وسبل إدارة الحدود بمكافحة الاتجار فى البشر . وردا على سؤال ل«الأهرام» ، صرح مسئول رفيع المستوى بالاتحاد الاوروبى بأن القمة والجانب الأوروبى, تسعيان لتلبية احتياجات القارة الافريقية وذلك عن طريق وضع البرامج والخطط التى تمكن الجانبين من العمل معا . وقال إنه سيتم إنشاء صندوق ائتمان ب 1،8 مليار دولار، موضحا أن تلك الأموال لن يتم منحها لتنفيذ الخطط التى سيتم وضعها، ولكنه أداة إضافية الى جانب أدوات مالية أخرى لدعم التنمية الاقتصادية فى أفريقيا. وقال ردا على أسئلة عدد محدود من الصحفيين المصريين عبر الفيديو كونفرانس، إن قمة فاليتا تسعى لتأكيد على قضية الهجرة مع توضيح الصورة كاملة بكل جوانبها لتوضيح ما يبذله الاتحاد الأوروبى من جهود. وردا على دور القمة فى بحث مشكلة اللاجئين السوريين المتدفقين على أوروبا، قال أن قمة فاليتا ليست معنية بمشكلة اللاجئين السوريين بعينهم حيث إن معظمهم يتدفق عبر تركيا واليونان وغرب البلقان وصولا للاتحاد الأوروبى. ولكن القمة معنية بالمهاجرين الأفارقة بصورة غير شرعية. حتما سيتم مناقشة مشكلة اللاجئين السوريين ولكن هذا الأمر ليس جزءا من خطة العمل الخاصة بالقمة. وأوضح أن القمة تبحث عن جذور المشكلة الاقتصادية والتى يتعلق بها أيضا جزء خاص بالأمن خاصة فى دول منطقة القرن الأفريقي. وكانت مصر قد استضافت فى مدينة شرم الشيخ المؤتمر الإقليمى لمبادرة الاتحاد الإفريقى حول مكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين كاجتماع تحضيرى لقمة فاليتا حيث حذر السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف من خطورة ظاهرة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين التى تعانى منها افريقيا ,خاصة منطقة القرن الافريقى ، مشيرا الى تنامى هذه الظاهرة بشكل غير مسبوق وتأثيرها السلبى على جميع الدول سواء النامية أو المتقدمة. وقال بدر إن مشكلة الاتجار بالبشر أصبحت على جدول أعمال كل الدول نظرا لأهميتها القصوى، مؤكدا أنها تؤثر على العلاقات بين الدول.وأرجع مساعد وزير الخارجية تنامى الظاهرة الى الظروف السيئة والوضع غير الآمن فى منطقة القرن الافريقى مما يدفع المهاجرين للمخاطرة بأرواحهم فى محاولة منهم للحصول على فرص أفضل، وهنا يأتى دور المهربين حيث يخاطرون بأرواح الكثيرين بهدف التربح. وأكد هشام بدر أن مفتاح مواجهة هذه الظاهرة هو التنمية ، اى التنمية المستدامة وهو ما يتطلب ضرورة عدم التعامل فقط مع الظواهر، ولكن حل المشكلة من جذورها، لذا يجب ان نضع التنمية المستديمة هدفا لابد من تحقيقه.