..وإحياء الحرف التراثية

شدد الرئيس عبد الفتاح السيسى على أن هناك جهدا يبذل من أجل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، قائلًا: «هناك عدد من المشروعات تم التحرك فيها لكنها لم تر النور حتى الآن».
وقال فى كلمته بالدورة التثقيفية للقوات المسلحة أخيرا: «نسعى لعمل مدينة على مساحة 350 فدانا، تحوى عددا من المصانع الصغيرة والمتوسطة تهتم بصناعة الأثاث على غرار مدينة دمياط». وذلك بناء على دراسات عملية واقتصادية متخصصة، وتعهد بمنح أصحاب المشروعات أماكن مخصصة لهم ومعدات فنية تعاونهم على العمل «. واستطرد الرئيس: «احنا اخترنا الطريق الصعب جدا، وما رضتش بالسهل عشان أحقق نتيجة كويسة، وأدينا شفنا تجربة الألف مصنع اللى اتعمل منها 400 مصنع فقط خلال 15 سنة، وهنعمل مشروعات مماثلة فى مجالات متنوعة، ونحن نسير بهذا الأسلوب فى نفس التوقيت مع توفير دعم مالى حتى لمن يرغب من الشباب للعمل بمفرده .
وأوصى الرئيس بإحياء حرفة صناعة السجاد التى عرفتها مصر من آلاف السنين فترى ماهى رؤية منظومة المنشآت الصناعية هل على غرار التراث القديم الذى كان يقوم الصانع بتدريب متدربين، ام كما اعتاد تجار المدن فى القرن ال 18 بتمويل الصناع فى الريف لينتجوا وفقا للمواصفات الصالحة للتسويق , بحيث يقدمون لهم المال ويحصلون منهم على الإنتاج فكانت المنتجات تنتج للسوقين المحلية والعالمية حققت تلك المنظومة التكافل الاجتماعى حتى عام 1952 ام على غرار المراكز التجارية والحرفية التى عرفتها مصر والتى سميت المبانى ذات العائد الاقتصادى , مثل الربع والوكالة والخان كمنهج اقتصادى اجتماعي، فالربع اشبه بالطوابق السكنية للطبقة الوسطى للحرفيين والصناع تطل على الأسواق والتى اشاد المؤرخون بها كنموذج اقتصادى ناجح لايوجد إلا فى مصر كنمط سكني, بين الوسط التجارى اسفله , لعب الربع فى الحياة الاقتصادية والاجتماعية دورا بارزا لما يمثله من علاقات اقتصادية واجتماعية ناجحة, فهى طوابق مرفق بها حيز لتجارة الجملة وآخر لتخزين البضائع , كما انها مقسمة بحسب النشاطات الحرفية فأضافت مفهوما جديدا فى العمارة من حيث استغلال المساحة واستعمال الفراغ بالإضافة الى متطلبات الإنتاج الصناعى علاوة على وجود «الوكالات» بجوارها .
براعة صناعة الأثاث بدمياط ترجع صناعة الأثاث فى «دمياط» التى استمدت بحكم موقعها على البحر المتوسط علاقة وطيدة بالرومان حينما نزلوا بها سنة 90 هجريا ومكثوا بها اكثر من 200 عام وهاجر اليها الكثيرون من صقلية فتأثرت بالفن البيزنطي. دمياط كلمة سريانية معناها «دمط» تعنى « القدرة» فهى اشارة الى مزج المالح بالعذب يقول المقريزي: انها سميت دمياط من ولد اشمن بن مصرايم بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام , وهى بلد قديم بنى فى زمن اتريب , إلا ان براعة الصانع الدمياطى فى فن «الأويمة» الحفر على الخشب يعد مزجا بين الفنون الفرعونية والقبطية والإسلامية، هذا الفن يظهر فى الأفاريز المستخدمة فى الزخارف المعمارية، يحتوى على المشاهد النيلية فى العصر الرومانى امتد عبر المتوسط الى سائر الإمبراطورية، وبظهور العصر الإسلامى والبعد عن التشخيص ظهرت المدرسة «الطبيعية» حيث الطيور والنباتات المحفورة ولكنها احتفظت بالرموز القديمة الخاصة بالنيل , تل الصور المنقوشة على المعابد الفرعونية للآلا ت والأدوات التى كانت فى مصر القديمة ( المطارق- الأزاميل ) كانت من النحاس ثم استبدلت فى عصور متأخرة الى الحديد , وايضا رسومات تظهر نماذج ورش النجارة يوجد بها الأثاث (كراسى ومقاعد وسرر) ايضا فنون «القشرة» و «التطعيم» تراث فرعوني.
النسيج ومزج الريف والحضر على السجاد اشتهرت به مصر منذ العصر القبطى وكان يعمل به معظم قرى ونجوع مصر حيث اعتمد على صبغات النباتات الطبيعية يقوم بزراعتها المزارعون وتورد الى الصناع فى المشاغل الصغيرة ثم ينقل الإنتاج الى اسواق القاهرة , عرف المصريون استخدام نبات النيلة الأزرق ونبات البلجة العشبى للون الأصفر والحنا للون البرتقالى ومعظمها تحضر فى الريف بهدف ربط الريف بالحضر وافضل الصباغين كانوا من رشيد والمنوفية ودمنهور والمنصورة وايضا من البدو, و كانت تقوم بها النساء الريفيات وتلك الحرف او الصناعات تمثل منظومة مهنية اساسية فى الحياة المدنية فى نسيج التكويين الاجتماعى فى مصر، فعلى الرغم من التفاوت فى الثروة فإن مبدأ التضامن الاجتماعى بين الريف والحضر كان تحت مظلة اجتماعية عادلة حققت اللامركزية والتنوع الثقافى فى النهاية هذه المبادرة هى امل سوف يتحقق مثل مبادرة قناة السويس بإذن الله