ملف صناعة النشر الذى وعدتكم بتقليب بعض أوراقه من آن لآخر، وبالذات ما يخص الاختراق الإخوانى لتلك الصناعة، يدخل- فى هذه السطور- مرحلة جديدة من الانكشاف أمام الرأى العام. إذ تابعت منذ سنوات أواصر العلاقات التى يتم نسجها بين اتحاد الناشرين العرب والتنظيم الدولى للإخوان، فضلا عن تلك التى تربط الجماعة الإرهابية ببعض الناشرين الأفراد فى إتحاد الناشرين المصريين. ونحن نعلم أن عاصم شلبى رئيس اتحاد الناشرين العرب هو والد الإرهابية سندس المحكوم عليها بالإعدام فى قضية تخابر محمد مرسى (أول جاسوس مدنى منتخب فى مصر). وقد توالت أخبار وصور الرجل فى اجتماعاته مع الإخوان، لابل وزياراته لقطاع غزة ولقاءاته مع قادة تنظيم حماس الإرهابى، وفى بعض تلك الصور ظهر ناشر مصرى آخر صار كثير التقرب من جماعة الإخوان الإرهابية وبالذات فى السنة الكئيبة التى حكموا فيها مصر، وقد بات ذلك الناشر ياوراً يسير خلف عاصم شلبى فى كل إجتماعاته تلك. كل ذلك كوم .. وما سوف أحكيه الآن كوما آخر، وهو- قطعا- سبب كتابتى هذه السطور، إذ يظهر فى صورة سجلت إحدى رحلات الناشرين المصريين إلى غزة عام 2013 وإجتماعاتهم مع قادة حماس الإرهابية، رجل يحمل بندقية كلاشينكوف ويسير معهم تياها فخورا معتزا بارتباطه الحمساوى اللذيذ! هذا الرجل مصرى وقد تعين منذ أيام رئيسا لإحدى المؤسسات المصرية الإستراتيجية الكبري، وصار مسئولا عن توجيه سياساتها (الإعلامية) على الكلية والتفصيل. ونحن نعلم أن سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى أعلن- غير مرة- أنه شخصيا وجه أجهزته الرقابية والسيادية بضرورة التحرى الكافى عن الأشخاص الذين يترشحون للمناصب الحكومية العامة. فهل استلفتت هذه المعلومات والصور نظر الذى قام بالتحرى عن الشخص الذى عليه الكلام، وإذا كان الأمر- لسبب غامض لا نعلمه- قد فات القائم بالتحري، أليست هناك جهات أخرى تقوم بجمع المعلومات عن المرشحين، أما أننا صرنا نعيش فى بلد تتحكم فى مجريات الأحداث به محاسن الصدف لاغيرها!! وحتى محاسن الصدف لم تصادفنا فى ذلك الخطأ المذهل. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع