انطلقت أمس فى فيينا محادثات غير مسبوقة بمشاركة 17دولة من بينها مصر ممثلة فى وزير الخارجية سامح شكري، فى محاولة جادة لتوصل لحل للأزمة السورية. وتشارك فى المحادثات الولاياتالمتحدة، وروسيا، والسعودية، والعراق، والاردن ، ولبنان، والامارات وعمان وتركيا وايطاليا والمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين، الى جانب مشاركة مصر وايران للمرة الأولى إضافة إلى ممثل الاتحاد الاوروبى والاممالمتحدة، وسط غياب للجانب السوري. وجلس وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى على رأس مائدة الاجتماع الاول الذى يشارك فيه كبار اللاعبين الرئيسيين فى النزاع. ومن جهته جلس وزير الخارجية السعودى عادل الجبير فى أبعد مكان عن مقعد وزير الخارجية الايرانى محمد جواد ظريف فى قاعة الاجتماعات فى فندق إمبريال التاريخى بالعاصمة النمساوية. وتشارك غالبية الدول بوزراء الخارجية باستثناء الصين التى أوفدت نائب وزير الخارجية لى باودونج فى حين يمثل الاممالمتحدة مبعوثها الخاص الى سوريا ستيفان دى مستورا. ومن جانبه أكد نائب وزير الخارجية الروسى ميخائيل بوجدانوف أمس أن موسكو مستعدة لدعم مشاركة الجيش السورى الحر الذى يدعمه الغرب فى تسوية سياسية للصراع متعدد الاطراف فى سوريا، وقال بوجدانوف لوكالة «تاس»الروسية للأنباء «بشكل عام نؤيد مشاركتهم ككيان، خاصة وأن عملية السلام تعتمد بشكل كبير على تشكيل المعارضة السورية المشتتة لبرنامج سياسى موحد». وأضاف بوجدانوف «يتعين أن تتفهم المعارضة السورية ما تريده وتنسق توجهات مشتركة وتشكل وفدا يروج لتلك التوجهات فى المفاوضات مع الحكومة السورية». وكشف بوجدانوف عن أن الوفد الروسى فى المحادثات سلم وفود الولاياتالمتحدة وتركيا والسعودية قائمة بأسماء ممثلين عن 38 من الجماعات المعارضة التى يمكن دعوتها للمشاركة فى حوار سورى - سورى لتسوية الأزمة. وقال بوجدانوف - فى تصريحات لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية - إن الوفد السعودى سلم قائمته بدوره، فيما لم يفعل الوفد الأمريكى ذلك حتى الآن، موضحا أن القائمة الروسية تضم جماعات كانت لموسكو اتصالات معها أو هى على استعداد للقاء ممثلين عنها لاحقا ،ومشيرا الى أن هذه القائمة لا تحمل طابعا نهائيا بل هى قابلة للاستكمال، كما شدد على أن روسيا تصر على أن يكون للأكراد تمثيل فى المحادثات المقبلة، كما أن بلاده تعتبر أنه من المهم أن يشارك ممثلون عن الجيش السورى الحر فى المفاوضات المرتقبة حول التسوية فى سوريا. وفى السياق ذاته قال دميترى بيسكوف، المتحدث الصحفى للرئاسة الروسية إن العمليات فى سوريا تنفذ لدعم العمليات الهجومية للقوات المسلحة السورية، التى تقاتل الإرهابيين والمنظمات المتطرفة، مشيرا الى أن التوصل الى تسوية سياسية»أمر صعب المنال قبل توجيه ضربة قوية للإرهابيين». ومن جانبه أكد مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستيفان دى ميستورا أمس أن مفاوضات فيينا يمكن أن تكون بمثابة «ضوء فى نهاية النفق» فيما يتعلق بالصراع الدائر بين قوات الحكومة السورية وجماعات المعارضة المتمردة،وعناصر تنظيم»داعش». وقال دى ميستورا لوكالة الانباء النمساوية «إيه.بي.إيه» إن أهم جانب فى تلك المحادثات هو أنها تجرى وأن جميع الدول التى لديها نفوذ فى الصراع الحالى فى سوريا تشارك فيها. وفى غضون ذلك، أكد مسئول أمريكى أن جولة جديدة محتملة من المحادثات الدولية يمكن أن تعقد خلال أيام للتوصل الى حل سياسى لإنهاء الحرب الأهلية فى سوريا.