بينما كان حديث الغرف المغلقة والمفتوحة يدور حول تحقيق برشلونة الفوز علي ريال مدريد في مباراة تحديد المصير للدوري الاسباني لكرة القدم, خاصة ان السوابق كلها تصب لمصلحة ابناء كاتلونيا في ظل قيادة المدير الفني الشاب بيب جوارديولا كانت هناك بوادر اخري ومقدمات تشير الي ان الامور ستخرج عن النسق المعتاد وان النادي الملكي سيستعيد بعضا من هيبته المفقودة محققا انتصارا غاليا علي منافسه بملعبه ووسط جماهيره للمرة الاولي منذ خمسة مواسم والاول له ايضا في خمس مواجهات بين الفريقين هذا الموسم. وتنحصر اسباب تخلي البارسا عن تفوقه وسقوطه علي ملعبه للمرة الاولي منذ5 مباراة في ثلاثة أسباب.. الاول سيطرة شيء من الارهاق علي لاعبيه بعد المباراة الصعبة امام تشيلسي في ذهاب دور الاربعة لدوري ابطال اوروبا والتي خسرها بهدف للاشيء.. حيث انه لعبها بعد لقاء منافسه مع بايرن ميونيخ الالماني بيوم واحد, اي ان الريال حصل علي يوم راحة اضافي مما ساعد لاعبيه علي الاستشفاء وجهازه الفني بقيادة البرتغالي جوزيه مورينيو لتجهيز المصابين والاطمئنان علي حالة نجومه واعدادهم بشكل بدني وفني وايضا نفسي علي اعلي مستوي.. وهو ماظهر واضحا في التألق الكبير لاكثر من عنصر اساسي وفي المقدمة مسعود اوزيل التركي والهداف كريستيانو رونالدو بالاضافة الي الحارس العملاق ايكر كاسياس. في حين اختفي نجوم البارسا وظهر التشتت ليس في الاداء لان الفريق كانت نسبة استحواذه اكبر في الشوط الاول.. ولكن في انهاء الهجمات بشكل فعال لتتوالي الفرص الضائعة منهم.. ولم يكن ليونيل ميسي فرس الرهان دائما في مثل هذه المباريات المهمة في افضل حالاته.. ونفس الشيء لتشافي الذي تأخر كثيرا تغييره.. بالاضافة الي الحالة الغريبة لخط الدفاع وفي المقدمة القائد كارلوس بويول الذي يتحمل جزءا كبيرا من مسئولية الهدف الاول مع الحارس فيكتور فالديز. اما السبب الثاني في انكسار البارسا فانه يعود الي التشكيل الخاطيء الذي بدأ به المدير الفني جوارديولا وعدم الدفع من البداية بنجميه فابريجاس والكسيس سنشيز صاحب الهدف الوحيد للفريق في المباراة.. وهو ما اعترف به ضمنيا في تصريحاته بعد اللقاء ولكن غلفه بشيء من الكبرياء بقوله ان البديل لكل منهما لم يكن سيئا, وان اللاعبين بشكل عام ادوا مباراة طيبة وباقصي جهد لديهم وانه علي الجماهير ان تعي ذلك وانهم علي مدار اربع سنوات قدموا اقصي ما في طاقتهم. اما ثالث الاسباب التي كشف عنها الخبراء فهو التعامل الذكي لمورينيو مع الاسلوب المعتاد لابناء كاتلونيا من خلال الضغط عليهم من الخط الخلفي وعدم اعطاء المساحات اللازمة لهم في التحرك, مع التنبيه علي لاعبيه بشن هجمات مرتدة سريعة مستغلا مهارات اوزيل وانطلاقات رونالدو خاصة في ظل الحالة المتردية للدفاع ومن خلفه حارس المرمي. وبعيدا عن اسباب الخسارة فان الصحف الاسبانية بمختلف انتماءاتها كانت لها تعليقات متباينة بالنسبة للنتيجة وحسم صراع اللقب تقريبا لابناء النادي الملكي.. فوسائل الاعلام الموالية للبارسا قامت صراحة بنعي رحيل البطولة من جدران برشلونة الي مدريد.. واعترفت بان النادي الملكي كان الاحق بالفوز لانه سعي اليه بروح اكبر.. في حين اتسمت تعليقات صحف مدريد ومن بينها اي اس بالسعادة الغامرة بل وتنبأت بنهاية برشلونة محليا وقاريا.. واشادت بمورينيو وقالت انه منح الريال عقيلة الفوز التي كان يفتقدها في السابق. واشارت صحيفة ماركا الي ان هذا الفوز شهد مكاسب اخري كثيرة غير الاقتراب من التتويج.. ومنها ان الريال حقق رقما قياسيا في تسجيل الاهداف لموسم واحد حتي الان برصيد109 اهداف في حين كان الرقم السابق107 موسم1989-1990.. كما سطر النجم رونالدو اسمه في سجلات الليجا بعد ان بات اكثر اللاعبين احرازا للاهداف في تاريخ البطولة برصيد42 هدفا.. بل تحطيمه رقمه الشخصي علي مستوي كل البطولات بتسجيله54 هدفا بزيادة هدف عن الموسم الماضي.