خلال مليونية إنقاذ الثورة وتقرير المصير, خرجت مسيرة من ميدان التحرير لمبني ماسبيرو للمطالبة بتطهير الإعلام, ومنذ قيام ثورة يناير, ظل تطهير الإعلام شعارا مرفوعا في كل مليونية, فهل الإعلام المصري مازال حقا في حاجة الي تطهير؟ قبل ثورة يناير, كانت وسائل الإعلام الرسمية, إعلاما للسلطة الحاكمة, يأتمر بأوامرها, ويعمل علي تحسين صورتها, وينفذ سياستها, وكانت هناك قائمة معروفة ولكنها غير مكتوبة فيمن لا يستضاف بالتليفزيون المصري, وقد اتصلت شخصيا قبل الثورة بالدكتور مصطفي الفقي, لإستضافته بقناة النيل للأخبار فأخبرني أنه ممنوع من الظهور في التليفزيون حاليا. وفي كتاب زالأيام الأخيرة لنظام مباركس لعبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار السابق, يقول أنه اقترح علي أنس الفقي وزير الإعلام أن يستضيف مجموعة من شباب الثورة مع من سماهم حكماء الأمة, فرفع الوزير الأمر لهيئة مكتب الحزب الوطني التي ضمت جمال مبارك وزكريا عزمي وعلي الدين هلال ومفيد شهاب, فرفضت استضافة الشباب! فكان الأمر يحتاج للوصول الي قمة الهرم في الوزارة أو الحزب المنحل فقط للاستئذان في استضافة أحد. لقد تطهر الإعلام بالفعل في كثير من الوجوه والسياسات, فنشرات الأخبار أصبحت متوازنة تماما, تعرض كل الآراء وتستضيف أصحاب جميع الإتجاهات السياسية, كما ان كثيرا من برامج التليفزيون تستضيف جميع ألوان الطيف السياسي والديني والمجتمعي, وأصبحت كل البرامج, حتي برامج المرأة والدينية, تناقش السياسة والانتخابات البرلمانية والرئاسية, والدستور الجديد وغيرها من شئون وهموم المواطن البسيط. ولكن مازال الإعلام الرسمي مكبلا بالمطالب الفئوية, والعمالة الزائدة, واعتماده علي الوساطة لا الكفاءة, ومازال في قبضة الدولة, ممثلا في وزارة الإعلام التي يجب أن تلغي, ويكون هناك هيئة مستقلة تديره, وأظن ساعتها لن نسمع بعد ذلك مقولة تطهير الإعلام المصري. المزيد من أعمدة جمال نافع