بعد مرور30 عاما علي تحرير سيناء كاملة من نير الاحتلال أخفقت الوعود العديدة بتعمير هذه البقعة المباركة من ارض مصر واحداث تنمية حقيقية بها مما جعلها تارة مرتعا للإرهاب وتهريب السلاح والمخدرات علي السواء. وتارة اخري مصدرا للتهديد الاسرائيلي من جديد أما بالعبث فيها أو باعادة احتلالها حيث كانت المشروعات التي يتم انجازها هناك نأتي علي استحياء ودون جهد حقيقي تناسب مع ماتملكه باطن وظاهر هذه الارض من كنوز وثروات. الا ان الشهور الاخيرة خاصة بعد ثورة25 يناير قد شهدت دعوات جادة الي اعادة النظر في هذه السياسات المترامية وذلك بانشاء هيئة قومية لتعمير شبه الجزيرة التي تمثل ثلث مساحة مصر ووضع جدول زمني لتحقيق هذا الهدف لتصبح مشروعا للثورة بعد سنوات من الاهمال والتهميش لتحقيق احلام وطموحات ابنائها ليس فقط بل ابناء مصر كل مصر. وفي هذه المناسية الغالية يلقي الأهرام الضوء علي عبث قوات الاحتلال بارض الفيروز خلال فترة الاحتلال وبعض صور البناء التي تشهدها خلال الآونة الاخيرة. مشروعات للإسكان ومنطقة حرة بالشمال في شمال سيناء تشهد المحافظة مشروعات خدمية واقتصادية حيث قرر السيد عبدالوهاب مبروك محافظ شمال سيناء انشاء20 وحدة سكنية تابعة لجهاز التعمير بتجمع بلي بوسط سيناء لإقامة مجتمع سكني تنموي بالمنطقة بالإضافة إلي إعتماد مبلغ خمسة ألاف جنيه لمسجد التجمع, لاستكمال بعض الإنشاءات الخاصة بالمسجد وارسال عيادة متنقلة من مديرية الصحة تزور المنطقة لمدة يومين في الأسبوع لخدمة أهالي التجمع ولتوفير الخدمات الصحية للمواطنين وإنشاء محل تموين لصرف المقررات التموينية لأهالي التجمع بدلا من الذهاب الي قرية المغارة.. كما صدق المحافظ علي توفير20 عمود إنارة جهد متوسط لأهالي قرية الريسان لاستكمال توصيل التيار الكهربي لمنازل المواطنين. وأضاف أنه يجري انشاء وحدة محلية بالقرية بها عدد من المكاتب الحكومية لمختلف الإدارات الخدمية, ورصف الطرق الداخلية بالقرية وأكد محمود اليازجي رئيس الغرفة التجارية الفلسطينية بقطاع غزة أن هناك اتفاقات مع الجانب المصري للعمل علي دعم التبادل التجاري بين مصر وفلسطين وذلك من خلال انشاء منطقة تجارية حرة مصرية فلسطينية علي الحدود المصرية بجانب ميناء رفح البري تقام علي مساحة30 الف متر(12 فدانا) لطرح البضائع المصرية التي يحتاجها القطاع والبضائع الفلسطينية جاء ذلك في أثناء استضافة وفد الغرفة التجارية المصرية لوفد الغرفة التجارية الفلسطينية أثناء عودتهم من مدينة القاهرة في طريقهم لقطاع غزة وأضاف رئيس الغرفة ان اقامة سوق حرة تجارية سيقضي علي كافة اشكال التهريب عبر الانفاق لاننا لا نقبل البضائع الينا الا في صورة شرعية ونسعي الي تقنين الانفاق بشتي الطرق مشيرا الي انه سيتم طرح شركة للاكتتاب وتحديد اسعار الاسهم سيكون سعر السهم بدولار واحد والحد الأقصي10 ألاف دولار لإتاحة الفرصة لكافة المستثمرين الجادين. وأشار الي ان حجم الاستيراد بقطاع غزة من السلع والبضائع يبلغ3 مليارات دولار سنويا وهذا الرقم من الافضل ان تستفيد به مصر حال انشاء منطقة تجارية حرة, كما طالب بضرورة تفعيل الاتفاقية الموقعة عام2001 بشأن إنشاء الغرفة التجارية المصرية الفلسطينية المشتركة التي تجمدت نتيجة انتفاضة الأقصي ودراسة وضع آليات لتنفيذ قرارات الإعفاء الجمركي للبضائع الفلسطينية الصادرة عن الجامعة العربية.. وأضاف ان هناك دعوة مقدمة من الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية بالقاهرة الي الغرفة التجارية الفلسطينية لزيارة مصر في نهاية الشهر الحالي وجار تشكيل وفد من الغرفة التجارية بقطاع غزة ليضم عددا من التجار وأعضاء مجلس ادارة الغرفة ورجال الاعمال والمستوردين والمصدرين الفلسطينيين وأن برنامج الزيارة سيشمل غرف التجارية بجميع محافظات مصر لبحث فرص التبادل التجاري. ..و200 صوبة زراعية من القوات المسلحة بالجنوب لآن أبناء سيناء هم حراس بوابة مصر الشرقية وجزء لايتجزأ من نسيج الوطن فإن الاحتفال بأعياد تحرير سيناء كانت فرصة لتأكيد مكانة السيناويين في حضن الوطن الأم ولعرض العديد من الشروعات التنموية التي تم اعدادها لتنمية موارد سيناء ومواجهة مشكلة البطالة بها واستثمار كنوزها الطبيعية والمعدنية والسياحية. فقد أكد اللواء صدقي صبحي قائد الجيش الثالث الميداني حرص المشير محمد حسين طنطاوي علي تنمية سيناء من خلال الاهتمام بأبنائها وان القوات المسلحة دائما ما تحرص علي الوفاء بوعدها من اجل رفع مستوي معيشة ابناء الوطن, كما تشارك ابناءها في منظومة التنمية والبناء حيث تم تسليم200 صوبة زراعية و10 منافذ لبيع المنتجات الغذائية باسعار مخفضة لسد الفجوة الكبري بين ارتفاع الأسعار ودخول المواطنين وجميعها موزعة بكافة مدن المحافظة. مشيرا الي حفر10 آبار للمياه بمختلف وديان جنوبسيناء ومحطة تحليه مياه بمدينة أبو رديس بطاقة250 مترا مكعبا في اليوم وإنشاء10 بيوت بدوية وذلك بتكلفة إجمالية بلغت30 مليون جنيه. من جانبه اكد اللواء خالد فوده محافظ جنوبسيناء حرص القوات المسلحة علي التعاون المثمر مع الجهاز التنفيذي بالمحافظة ومعظم متطلبات المواطنين يتم إحالتها الي القوات المسلحة لإيجاد حلال مناسب لها. وأعلن ان القوات المسلحة تقوم حاليا بعلاج أبناء سيناء في المستشفيات العسكرية وتم نقل احد المشايخ بطائرة عسكرية لمستشفي المعادي لتلقي العلاج وتم موافقة القوات المسلحة علي استقبال الحالات المرضية لمواطني جنوبسيناء لتلقي العلاج بمستشفي طور سيناء العسكري الجاري. وأكد المحافظ ان هناك جهودا مبذولة من قبل الحكومة للنهوض بالسياحة في شرم الشيخ حيث تم ادراج مبلغ ملياري جنيه لتحويل مدينة شرم الشيخ الي مدينة خضراء, وذلك بالتعاون مع وزارتي البيئة والسياحة والجهاز التنفيذي بالمحافظة مشيرا الي ان هناك جهودا لاستعادة السياحة حيث كانت شرم الشيخ وستظل دائما مقصدا سياحيا عالميا. وأوضح المحافظ انه طالب خلال اجتماع مجلس المحافظين السابق بتزويد المحافظة بطائرتين إحداهما مجهزة طبيا لخدمة الاسعاف الطائر والثانية لأغراض المراقبة الامنية والتأمين, ويكون تمركزهما في مطار سانت كاترين وجار دراسة طلب المحافظة للتنفيذ. كما أوضح المحافظ ان الفترة المقبلة سوف تشهد إضافة منتج سياحي جديد الي مدينة شرم الشيخ هو السياحة الرياضية حيث يجري حاليا الانتهاء من اقامة نزل الشباب الدولي والملحق بالقرية الأوليمبية, ويسع350 شابا مما يتيح الفرصة لإقامة العديد من البطولات به. كما أكد المحافظ ان هناك العديد من المشروعات التي تهدف الي اشراك أهالي المحافظة في عجلة التنمية حيث تم وضع حجر الاساس لإقامة قرية التراث البدوي وتحتوي علي60 محلا تجاريا ومسرحا لعرض الرقصات البدوية والفن البدوي والمقاهي لتقديم الشاي والقهوة العربي علي الطريقة البدوية, فضلا عن اعداد مخططات لمضمار الهجن والذي سيشمل مضمارا لسباق الهجن وآخر لمحبي رياضة الجمال. وطالب مديري الفنادق والشركات السياحية بوضعها علي خريطة برامجهم, السياحية ودعمهم المالي في مشروع تطوير نقاط الشرطة, وإضاءتها بالطاقة الشمسية. فشل معهد آثار إسرائيل في تزوير تاريخ أرض الفيروز مفاجآت مثيرة كشفت عنها اعمال التنقيب عن الكنوز الاثرية في سيناء وهي ان اسرائيل قد قامت بتشويه العديد من المعالم الاثرية داخل سيناء في اثناء فترة الاحتلال بهدف تزوير تاريخ سيناء عبر العصور بعكس ماتقضي به كل الاتفاقيات الدولية التي تحرم الحفريات في الأول المحتلة بقوة السلاح وفي مقدمة هذه المواقع معبد سرابيت الخادم الذي حاولت اسرائيل التشكيك في الطابع المعماري المصري له!! في البداية اكد الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ان تاريخ سيناء يمتد الي عصور ما قبل التاريخ ممتدا الي تاريخ مصر القديمة والعرب الانباط والرومان والبيزنطيين والعصر الاسلامي حتي نهاية اسرة محمد علي وأن اهم وأشهر المعابد المصرية القديمة بسيناء وهو معبد سرابيت الخادم الذي شهد تعديات صهيونية سافرة خلال فترة الاحتلال الاسرائيلي بسيناء أبرزها اعمال حفر غير علمي قام به غير متخصصين من جنود الاحتلال وشارك في الجريمة معهد الآثار بجامعة تل ابيب علي الرغم أنه لايجوز طبقا للاتفاقات الدولية الحفر في مواقع اثرية في دولة محتلة بقوة السلاح مشيرا الي ان نتائج هذه الاعمال قد نشرت في الدورية الإسرائيلية والمعروفة باسمlsraelExplorationJournal وهي مجلة الاكتشافات الإسرائيلية في عددها رقم38 في عام1988 ميلادية حيث قام بنشرهاRaphaelVentura من جامعة تل أبيب تحت عنوان المحور المنحني او الاتجاه الخطأ وهي عبارة عن دراسات اجريت علي معبد سرابيت الخادم في محاولة لتزوير تاريخ المعبد بادعائهم بان عمارته ذات طابع سامي بعيدا عن عمارة المعابد المصرية القديمة. وعلي الفور تم تكذيب هذا الادعاء وتأكيد مصرية المعبد بنسبة100% وأنه لم يطلق علي سيناء ارض الفيروز من فراغ بل باعتبارها كانت مصدر خام الفيروز في مصر القديمة حيث سجلت اخبار حملات تعدين الفيروز علي صخور معبد سرابيت الخادم بسيناء الذي يبعد268 كيلو مترا عن القاهرة وعلي بعد60 كيلو مترا جنوب شرق أبو زنيمة وان سبب التسمية بسرابيت الخادم هو ان السربوت مفرد سرابيت تعني عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها. وكانت كل حملة تتجه لسيناء لتعدين الفيروز بدءا من الأسرة الثالثة وحتي الاسرة العشرين ينقشون اخبارها علي هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها والموجودة بالمعبد اما كلمة الخادم فلأن هناك اعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة. إسرائيل تسطو علي120 لوحة أثرية من معبد سرابيت الخادم في أثناء الاحتلال أكدت الدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء أن إسرائيل في أثناء احتلال سيناء خالفت اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في مناطق النزاع المسلح والاتفاقيات الخاصة بمنع الحفر سواء بشكل علمي أو غير علمي في مناطق احتلت بقوة السلاح وقامت بالعمل في35 موقعا أثريا وكانت سلطات الآثار تتبع وزارة الدفاع الإسرائيلية. وأشارت الدراسات إلي أن موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت قد قام بالسطو علي35 تابوتا حجريا فريدا يعود لعام1400 ق.م وتماثيل للمعبودة حتحور وعدد120 لوحة أثرية من معبد سرابيت الخادم وعدد15 قطعة أخري محفوظة بمتحف بن جوريون بإسرائيل ونقل موشي ديان آثار المعبد بطائرات الهليكوبتر إلي إسرائيل ودمر ما لم يستطع نقله, وقام جنود الاحتلال الإسرائيلي بأنفسهم وبالاشتراك مع معهد الآثار بجامعة تل أبيب بالاستيلاء علي هذه الآثار لحساب موشي ديان. وأضافت الدراسات أن نتائج الحفر غير العلمي بالمعبد نشرت في مجلة الاكتشافات الإسرائيلية عدد38 عام1988 حيث قام بنشرها الباحث الإسرائيلي رافائيل فنتيراraphaelventura من جامعة تل أبيب تحت عنوان( المحور المنحني أو الاتجاه الخطأ دراسات علي معبد سرابيت الخادم) وقد قام الباحث بنقد الدراسات التي دحضت أراء عالم الآثار البريطاني بتري الذي قام بأعمال حفائر بالمعبد عام.1906 وزعم رفائيل أن المصريين القدماء مارسوا في هذا الهيكل الطقوس السامية لا المصرية وأن العمال الساميين ساعدوا المصريين في التعدين في منطقة سرابيت الخادم الأثرية ولهم كتابة خاصة وتعمد الباحث الإسرائيلي تأكيد صحة أراء بتري والذي اكتشف فيما بعد عدم صحتها. ويكذب عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث بسيناء هذه الادعاءات, موضحا أنه بخصوص مصطلح السامية الذي ذكره بتري فليس له أساس علمي فهي مجرد فكرة ابتدعها العالم الألماني اليهودي( أوجست لود فيج شلوتر) عام1781 م واعتمدت السامية علي فكرة الأنساب الواردة في التوراة والتي قامت علي بواعث عاطفية علي أساس حب الإسرائيليين أو بغضهم لمن عرفوا من الشعوب والمقصود بها إسقاط جغرافية التوراة علي فلسطين وما حولها ترسيخا لأفكارهم الاستعمارية. وإذا جئنا للأنساب, فالعرب العاربة والمتعربة والمستعربة ينتسبون لسام بن نوح وهو مايؤكد أن مصطلح السامية لا علاقة له بتاريخ اليهود. علم مصر علي صخرة ديان في عيد التحرير قررت حركة ثوار سيناء طلاء صخرة ديان الإسرائيلية الواقعة بمدينة الشيخ زويد خلال أعياد تحرير سيناء يوم الخامس والعشرين من ابريل الحالي بألوان العلم المصري. وقال محمد هندي المنسق الاعلامي لحركة ثوار سيناء: حاولنا مرارا هدم صخرة ديان بمدينة الشيخ زويد إلا أن حراسة قوات الجيش للصخرة حالت دون هدمنا لها التي دخلت حمايتها ضمن اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل لذا قررنا طلاءها بالعلم المصري. وأضاف هندي ان اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل قضت بضرورة الحفاظ علي صخرة ديان علما بان مصر لديها مقبرة مماثلة في بئر سبع باسرائيل الا ان اليهود هدموا مقبرة المصريين. وتابع الهندي: قررنا يوم25 ابريل الحالي طلاء صخرة ديان بالعلم المصري حتي تتحول إلي رمز مصري وليس إسرائيليا يعبر عن ذكري الشهداء المصريين وعبرة إلي كل من تسول له نفسه العبث بسيناء. يذكر أن الإسرائيليين قاموا خلال فترة احتلال سيناء بجلب الصخرة من جبل موسي ووضعها أمام ساحل البحر الأبيض المتوسط بمدينة الشيخ زويد ورسموا عليها رسومات علي الثلاثة أوجه الخاصة بالصخرة بعد أن دفنوا تحت الصخرة جثثا لقتلي إسرائيليين قتلوا خلال الحرب مع مصر. وترجع حكاية صخرة ديان بمنطقة الشيخ زويد نسبه إلي السفاح موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي عام1967 وقد تمكنت قواتنا المسلحة من إسقاط طائرة للعدو الإسرائيلي بوضع الصخرة كنصب تذكاري لطياريها وظلت موجودة بسيناء حتي الآن وبالرغم من المحاولات العديدة التي قام بها أصحاب الأرض المقامة عليها الصخرة من رفع دعوات قضائية بإزالتها الا أن الجهود المبذولة فشلت حتي الآن لذا كان قرر ثوار سيناء بتغيير ملامح صخرة ديان في عيد تحرير سيناء الشهر الحالي بدهانها بعلم مصر.