أنا فتاة في الرابعة والعشرين من عمري, نشأت في أسرة متوسطة بمحافظة الشرقية, وكان ترتيبي الثالثة بين اخوتي, حيث يكبرني شقيقان تزوجا واستقرا في بيتيهما, وتمضي الحياة بهما علي مايرام. وقد تخرجت في كلية الاداب واتجهت إلي الدراسات العلياواعد حاليا رسالتي للماجستير ولم تشغلني في يوم من الايام مسألة الزواج ولم اقابل بعد من اري فيه فارس احلامي أو الزوج الذي يدفعني الي الارتباط به. وقد تقدم لي عدد من شباب البلدة وعرضت علي الاسرة اختيار احدهم لكنني رفضتهم جميعا.. فثار ابي وأمي ضدي واصبحت مثار حديث الاقارب والمعارف لدرجة ان بعضهم يلقبونني بالعانس! تخيل ياسيدي عانس في الرابعة والعشرين! واندهشت لهذه النظرة الغريبة وهذا التفكير الساذج لقد حاولت افهامهم ان الزواج في سن مبكرة ليس بطولة تتنافس فيها البنات فالارتباط يجب ان يكون بالعقل والقلب معا.. ولكن هيهات ان يفهموا مقصدي. المؤسف حقا انهم تمادوا في إلقاء اسئلة حرجة وغريبة علي ومنها لماذا تضربين عن الزواج! هل تخفين سرا ما؟ هل هناك من تنتظرينه ولم يتقدم لك بعد؟ انني أرجوك ان توجه لهم النصيحة بألا يضغطوا علي فأتزوج بأول طارق علي بابي من الآن لكي ارضيهم وادمر نفسي!! دعيني أسأل أسرتك: وماذا سيكون رد فعلكم إذا جاءتكم ابنتكم بعد أيام أو شهور من الزواج وهي تحمل لقب مطلقة وربما تكون وقتها حاملا في طفل لاذنب له فيما حدث؟ إن التريث مطلوب في الزواج لكنه لايعني الرفض المطلق لمجرد الرفض؟ وعلي الأسرة دائما أن تضع الخيارات كلها أمام ابنتها لكي تفاضل فيما بينها وتختار الأنسب لها.. فإذا لم يتيسر لها ذلك فمن الواجب اعطاؤها فرصا أخري خصوصا أن سن الرابعة والعشرين ليست بالسن الكبيرة التي يخشي معها أن تدور الفتاة في فلك العنوسة.. فطبيعة الحياة وظروف ومتطلبات الزواج تؤخر مسألة الزواج بالنسبة للشباب, ومن ثم البنات إلي أن يصبح الشاب قادرا علي فتح بيت جديد وتكوين أسرة من العدم. هذا بالطبع في الظروف العادية.. أما إذا كان العريس جاهزا بالاعتماد علي أسرته التي وفرت له كل شيء فذلك موضوع آخر.. والحقيقة أنه كلما اعتمد الشاب علي نفسه كانت حياته اكثر استقرارا, لأنه يعرف قيمة المال الذي إدخره, والمتاعب التي واجهها في سبيل الحصول عليه. من هذا المنطلق أنصح أسرتك بان تصبر عليك بعض الشيء.. وأنصحك بأن تعملي عقلك وتفكيرك فيمن يتقدمون إليك, وبالتأكيد سوف تجدين من يناسبك, ويقدرك, ولامانع أبدا من مواصلة الدراسات العليا, فبالتفاهم يتحقق التوافق.. والله المستعان.