بإختصار

حتى لا ننسى

لكل منا حكاية يرويها، وحكاية يخفيها، وحكاية يتمنى تكرارها، في حياتنا أشياء تأتي وتذهب، مثل موج البحر، منها ما أسعدنا، ومنها ما أحزننا، لا نعرف ماذا حدث، ولا كيف حدث ما حدث، نتساءل ثم ندرك الحقيقة، النهار لابد له من ليل، والليل لابد له من نهار، ودورات الوجود لا تتوقف.
نحن لا نلتقي الناس مصادفة، إنهم يعبرون مسارنا لسبب ما، البعض مصدر سعادة، والبعض مصدر تعاسة، وأحيانا نتخلى عن البعض، ليس لأننا لا نهتم، وإنما لأنهم لا يهتمون، لا مشكلة في أن تعيش وحيدا، فهذا أفضل من أن تعيش مع من يشعرك بالوحدة، دون تقدير للاتفاق والاختلاف، لا تدوم حكاية. ليس سهلا أن تغير نفسك، والأصعب أن تغير الناس، لا تعط قلبك إلا لمن يستحق، ليست القضية في الخلاف، وإنما في طريقة التعامل مع الخلاف، تكسب حين تعرف متى تواجه، ومتى تنسحب بعيدا، أحيانا لا تجد الفرصة، وأحيانا تخلق الفرصة، لن تغير ما يحدث حولك، حتى تغير ما بداخلك، أنت المشكلة والحل.
الحكايات تتشابه، لكن التفاصيل تختلف، الإحساس المرهف مأساة، وهناك قلوب لا تتحمل، وفي المقابل يعيش المتبلدون أطول، في كل أزمة نقاط اتفاق واختلاف، وبلا تفاهم يبدو الحل صعبا، لا تحكم على الاختيارات حتى تفهم الدوافع، وكلما قل الفهم زاد العنف، والصمت يكشف ما لا يكشفه الكلام.
لا توجد حكاية بلا توابع، ولا فعل بلا رد فعل، ربما يتأخر رد الفعل، لكنه يوما ما سيأتي، في الحياة نمضي إلى الأمام، وندرك الحقيقة فيما بعد، وكل حدث يقود إلى آخر، وكل حكاية تجعلنا أكثر خبرة، المهم ألا يؤثر ألم القلب على العقل، والأهم ألا ننسى مع الأيام، بل نصبح أكثر نضجا.
لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود