تعد منطقة مقابر القاهرة التاريخية القديمة جزءا مهما من تراث وتاريخ مصر ينبغى أن يحظى باهتمام كافٍ ومطلوب من جانب الهيئات المسئولة، وأذكر أن محافظة القاهرة كان لديها مشروع «القاهرة 0502» لتحويل تلك المقابر التاريخية الموجودة بين طريقى صلاح سالم والأوتوستراد إلى أكبر منتزه عام بالقاهرة على مساحة 0041 فدان، ومما لا شك فيه أن هذا المشروع سيكشف عن الكنوز العظيمة والهائلة من المقابر، لشخصيات أثرت فى الحياة المصرية، سواء كانت عامة أو تاريخية، مثل مقبرة رفاعة رافع الطهطاوى، طلعت حرب، عمر مكرم، أمينة رزق، شيخ الأزهر الشيخ الفيومى، شيخ الأزهر الشيخ الدمنهورى، محمد عبدالوهاب، محمد عبده، عبدالرحمن الكواكبى، وغيرها من الشخصيات التاريخية المهمة، خاصة أن الكثير منها تعرض للتدهور أو الاندثار بسبب عدم الاهتمام الكافى بها، وفى رأيى أن الاهتمام بالمقابر التاريخية بالقاهرة أولا: إن الاهتمام بتلك المقابر سيساعد على الحفاظ على الهوية التراثية لهذه المنطقة التاريخية والحساسة من ذاكرة الوطن، من خلال حصر كل الشخصيات المهمة بهذه المنطقة، وكذلك شكل العمارة المميز لهذه المنطقة الأثرية والتراثية، والتى من المفترض أن يتم عمل أرشيف يحوى بيانات المنطقة، ويعرض فيما بعد لزوار المنطقة ليكون بمنزلة ذاكرة وطنية. ثانيا: ينبغى العمل على توثيق تلك المقابر التاريخية وتحديدها على الخرائط، والعمل على وضعها على خريطة التراث العالمى لما تحويه وتتضمنه من ثراء قيمى وكمى وأبعاد دينية تاريخية ذات نسيج عمرانى تاريخى، والذى يشكل مسرحا لنشاطات حياتية يومية تمتد بجذورها فى الماضى. ثالثا: لماذا لا تفكر وزارة الآثار بالتعاون مع الوزارات الأخرى والهيئات الدولية فى وضع منطقة المقابر بالقاهرة على جدول المزارات السياحية وخريطة السياحة العالمية كجزء محورى بموقع التراث العالمى؟ وكذلك العمل على تطوير المبانى السكنية العشوائية عمرانيا، وكذلك تحسين المستوى الاقتصادى لأهالى المنطقة من خلال إكسابهم مهارات فنية وحرفية بورش العمل، وإيجاد مناخ إبداعى لسكان المقابر للحفاظ على الموروث الثقافى للمنطقة، فضلا عن إعداد خطة لإدارة وحماية وصيانة هذه الأماكن. رابعا: إعداد قاعدة بيانات محكمة لتحديد مساحة تلك المناطق التاريخية، والعمل على إقامة أنشطة خدمية لسكان المنطقة وما حولها (قاعة مناسبات مدرسة لتعليم محو الأمية وتعليم الكبار حضانة للأطفال مستوصف طبى مركز شباب مركز تدريب للحرف التقليدية اليدوية بالمنطقة)، ووضع برنامج تعليمى متكامل يشتمل على توعية ومشاركة مجتمعية تفاعلية مع أهالى المنطقة من الشرائح العمرية المختلفة (الأطفال الشباب الكبار)، وإقامة حملات توعية بأهمية المنطقة وقيمتها التاريخية والحضارية والتراثية، مما يساعد على توطيد ارتباط الأهالى بالأثر وزيادة معرفتهم بتاريخه. لا شك أن التنمية السياحية للمنطقة ستحسن المستوى الثقافى والاقتصادى لسكان المنطقة، وخاصة مع إنشاء مركز للزوار والسائحين الأجانب بالمنطقة يشتمل على مركز معلومات عن تراث تلك المقابر، ويكون مجهزا بأحدث وسائل التكنولوجيا والتقنيات الحديثة فى مجال توثيق التراث الإنسانى، ويكون المركز مزودا بخدمات سياحية كالمطاعم والكافيتريات مع وضع لوحات إرشادية مبسطة تروى قصصا وحكايات عن تراث وتاريخ هذه المقابر، وستكون بمنزلة إحدى الخطوات المهمة للحفاظ على التراث القديم، وإحياء فكرة الهوية والانتماء للوطن. د. أحمد عبدالتواب شرف الدين قسم اللغة الإنجليزية بآداب المنوفية