10- ظل الإسرائيليون حتى ظهر يوم السادس من أكتوبر مخدوعين بوهم كبير اسمه خط بارليف، ورغم أن الشك بدأ يساورهم حول وجود نوايا مصرية للقيام بعمل عسكرى كبير منذ صباح الخميس 4 أكتوبر عام 1973إلا أنهم بنوا تقديراتهم على أن الحرب الشاملة أمر مستحيل، وأن العبور الكامل للقوات المصرية إلى الضفة الشرقية لقناة السويس أمر ليس واردا بأى مقياس وأن أقصى ما تستطيعه مصر هو شن بعض الإغارات البرية بواسطة قوات الصاعقة، أو تصعيد المناوشات بنيران المدفعية الثقيلة، ثم سرعان ما يصاب المصريون باليأس والإجهاد من شدة وعنف رد الفعل الإسرائيلى بالغارات الجوية. والحقيقة أن المشير أحمد إسماعيل كان واعيا تماما لنظرية الفريق عبد المنعم رياض القائلةبضرورة بناء خطة العبور المحتملة استنادا إلى أوهام الإسرائيليين بشأن عجز مصر عن منازلتهم عسكريا بعد معارك يونيو 1967 التى سمحت لإسرائيل بأن تنشر مدرعاتها على امتداد الضفة الشرقية لقناة السويس من بورسعيد شمالا إلى خليج السويس جنوبا باستثناء قطاع صغير وضيق فى الشمال حيث تفصل مستنقعات عميقة بين حواجز الوحل على طول القناة وبين مدينتى بورسعيد وبور فؤاد.. وهو القطاع الذى دارت فوق أرضه معركة «رأس العش» الشهيرة فى يوليو 1967 بعد أسابيع قليلة من هزيمة يونيو عندما تمكنت فصيلة من وحوش قوات الصاعقة المصرية من التشبث بمواقعها وإجبار المدرعات الإسرائيلية على التراجع فكانت أول هزيمة تلحق بإسرائيل بعد 5 يونيو، ولكن الغرور أعمى عيونهم. ومن المؤكد أن المساحات الشاسعة لشبه جزيرة سيناء التى تترامى خلف خط بارليف قد أعطت الإسرائيليين إحساسا بأنه فى حال بادر المصريون بالحرب حتى دون إنذار كاف فإنه سيكون بإمكان إسرائيل مجابهة القوات المصرية وتنظيم حرب دفاعية مضمونة النتائج لأن أوضاع ما بعد يونيو 1967 أسقطت وطأة الإحساس بالخوف من أن تدور رحى أى حرب بالقرب من التجمعات السكانية لإسرائيل، وهو ماوفر فرصة النجاح لنظرية رياض وخطة إسماعيل.. ..وغدا نواصل الحديث [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله