استيقظت العاصمة التركية أنقرة أمس على وقع انفجارين مروعين أسفرا عن مصرع 86 قتيلا وإصابة 186 آخرين أمام محطة القطار، قبل تجمع سلمى نظمته المعارضة اليسارية. ورجح مصدر حكومي، فضل عدم الكشف عن هويته، أن التفجيرين ناجمان عن عمل «إرهابي»، وأوضحت وسائل الإعلام أن التفجيرين نجما عن هجوم انتحاري. يأتى ذلك فى الوقت الذى هرعت فيه سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث الملاصق لمحطة القطارات. وأكدت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن التفجير الذى وقع تحت جسر يؤدى إلى محطة القطارات، التى تعرضت إلى أضرار كبيرة ناجم عن هجوم انتحاري، فى حين ذكرت شبكة «إن تى في» الإخبارية أن قنبلتين أو ثلاثة انفجرت بالقرب من محطة القطار فى وقت يتزامن مع تجمع دعت إليه المنظمات المدنية، منها نقابة العمال الثوريين واتحاد الموظفين، لتنظيم مسيرة تحت اسم «مسيرة السلام والديمقراطية» من محطة القطار حتى ميدان صحية المتاخم لميدان كيزلاى الشهير وسط أنقرة. كما أطلقت الشرطة التركية الرصاص فى الهواء لتفريق حشد المتظاهرين الغاضبين، الذين كانوا يستعدون للمشاركة فى المسيرة السلمية. وهتف المتظاهرون «شرطة قاتلة» عندما أبعدهم رجال الشرطة عن موقع الهجوم. ومن ناحيته، أدان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ما وصفه ب «الهجوم الشائن»، الذى استهدف ناشطين من المعارضة. وأوضح فى تصريح بثه على موقع الرئاسة الإليكترونى «أدين بشدة هذا الهجوم المشين ضد وحدتنا وضد السلام فى بلادنا».وفى محاولة لإنقاذ المصابين، أطلقت وزارة الصحة التركية عدة نداءات للمواطنيين للتبرع بالدم لمعالجة الجرحي، وقررت إلغاء إجازات جميع الأطباء والعاملين بقطاع الصحة. وأكد زعيم حزب الشعوب الديمقراطية كمال كيلتش دار أوغلو أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الحادث ناجم عن هجوم انتحارى استهدف التجمع، مشيرا إلى أن تركيا «لا تستحق ذلك وينبغى للجميع لعنة الإرهاب»، معربا عن حزنه الشديد على من سقط من ضحايا. كما ألغى كافة أنشطته الحزبية على مدار اليوم، وأشار إلى أنه سيعقد اجتماعا موسعا مع قيادات حزبه لتقييم ودراسة الحادث الإرهابى الذى لم تتضح نتائجه حتى الآن. كما وجه انتقادات لسياسة الحكومة لعدم سيطرتها على الأوضاع الأمنية، مطالبا بحكومة مستقرة تحمى الشعب وتحافظ على ممتلكاته. كما اتهم حكومة أنقرة بالحديث عن مكافحة الإرهاب دون اتخاذ أي خطوات عملية لمواجهته. وطالب حكومة العدالة والتنمية بوقف دفع البلاد لمستنقع الدماء فى منطقة الشرق الأوسط. ومن ناحيته، أدان صلاح الدين دميرطاش الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطية الكردى الهجوم الإرهابى ووصفه ب «العملية الوحشية التى تتشابه مع العمليتين الإرهابيتين اللتين وقعتا فى دياربكر قبل الانتخابات البرلمانية وسوروتش بعدها».وأشارت شبكة «سى إن إن تورك» إلى أنه تم إخلاء مقر حزب الشعوب الديمقراطية الكردى فى اسطنبول، تحسبا لعملية إرهابية ضد الحزب الكردى . ورفعت قوات الأمن فى إسطنبول حالة التأهب فى مختلف أنحاء المدينة إلى الدرجة القصوي، تحسبا لأى هجمات إرهابية أخري. وعلى صعيد متصل، أعلن محافظ مدينة «ماردين» بجنوب شرق تركيا فرض حظر التجوال فى ستة أحياء فى بلدتى «نصيبين» و«داركجيت» التابعتين للمدينة ذات الأغلبية الكردية، فيما أعلن محافظ «دياربكر» فرض حظر التجوال فى تسعة أحياء ببلدتى «سور» و«ينى شهير».
الاتحاد الأوروبى يدعو تركيا إلى البقاء موحدة بروكسل أ ف ب: دعت فيديريكا موجيرينى المفوضة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى تركيا إلى “البقاء موحدة” لمواجهة “الإرهابيين” والتهديدات الأخرى. وقالت موجيريني، فى بيان مشترك مع المفوض المسئول عن توسيع الاتحاد الاوروبى يوهانس هان، إن”على الشعب التركى وكل القوى السياسية البقاء موحدة لمواجهة الإرهابيين وجميع الذين يحاولون تقويض استقرار البلاد التى تواجه عددا كبيرا من التهديدات”.
مصر تدين الحادث.. وتؤكد وقوفها مع الشعب الترك ىكتبت دينا كمال: أعرب المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية عن إدانة مصر للتفجيرين اللذين وقعا صباح أمس بالقرب من محطة القطارات فى العاصمة التركية أنقرة،واللذين أسفرا عن سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين، مؤكدا وقوف مصر بجانب الشعب التركى فى هذه اللحظة الحرجة. كما أعرب عن مواساته لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين. وجدد المتحدث الرسمى إدانة مصر لكافة أشكال الإرهاب وصوره، حيث إن الإرهاب ظاهرة عالمية ولا توجد دولة بالعالم بمنأى عن هذا الخطر .