فى تأكيد جديد على نجاح الضربات الروسية فى سوريا فى تحقيق أهدافها مع دخولها يومها التاسع، أعلنت هيئة الأركان فى الجيش السورى أن هذه الضربات أضعفت بالفعل قدرات عناصر تنظيم «داعش» القتالية على الأرض، إلى جانب العديد من التنظيمات الإرهابية المسلحة الأخرى، كما ساعدت القوات النظامية ميدانيا. وقال العماد على عبد الله أيوب رئيس هيئة الأركان العامة فى الجيش السورى فى تصريح نقله التليفزيون الرسمى السورى إن «الضربات الجوية الروسية أضعفت القدرة القتالية لداعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى وحافظت على زمام المبادرة العسكرية للقوات المسلحة السورية». ومن جانبه، أفاد مصدر عسكرى سورى بأن القوات الجوية الروسية بالتعاون مع القوات الجوية السورية، نفذت سلسلة ضربات جوية دقيقة ضد تنظيم داعش فى كل من عندان والأتارب ودير حافر وغرب المصورة والباب بريف حلب أمس. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن المصدر نفسه قوله إن «الضربات أدت إلى مقتل المئات من تنظيم داعش، وتدمير عشرات العربات المصفحة والآليات وراجمتى صواريخ جراد ومستودع ضخم للذخيرة». وأضاف المصدر أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة السورية قضت على مسلحين من داعش، ودمرت لهم آلية مزودة برشاش فى قريتى بئر حفر والحدث بريف حمص الشرقي. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أربع سفن حربية روسية فى بحر قزوين أطلقت صواريخ على مواقع بنية تحتية تابعة ل «داعش» فى سوريا، وأن الضربات أصابت منشآت لتصنيع القذائف والعبوات الناسفة ومراكز قيادة ومستودعات ذخيرة ومعسكرات تدريب. وأوضحت المصادر العسكرية داخل وزارة الدفاع الروسية أن منظومات الصواريخ المجنحة من طراز «كاليبر إن كا» التى أطلقتها السفن الروسية الموجودة جنوب غربى بحر قزوين يجرى استخدامها فى العمليات العسكرية لأول مرة فى التاريخ القتالى للقوات الروسية. فى الوقت نفسه، أعلن مسئول أمريكى أن أربعة صواريخ روسية عابرة للقارات سقطت فى إيران بدلاً من سوريا، وأكد المسئول الأمريكى الخبر الذى بثته محطة "سى إن إن" الأمريكية حول سقوط الصواريخ التى أطلقتها سفن حربية روسية عبر بحر قزوين فى الأراضى الإيرانية فى الوقت الذى رفضت فيه وزارة الخارجية الأمريكية تأكيد الخبر رسمياً، كما أكدت موسكو أن الصواريخ التى أطلقت من سفينة فى بحر قزوين وصلت لاهدافها فى سوريا. وصرح الميجور جنرال ايجور كوناشنكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية بأنه "على عكس شبكة (سي.إن.إن) نحن لا نتحدث بالإشارة إلى مصادر مجهولة.. نحن نعرض إطلاق صواريخنا والأهداف التى تصيبها". ونشرت وزارة الدفاع الروسية على موقعها الالكترونى أمس الأول رسماً بيانياً لمسار 26 صاروخاً عبرت مسافة 1500 كيلو متر فوق إيران والعراق قبل وصولها إلى سوريا متجنبة المجال الجوى لتركيا واذربيجان. إلى ذلك، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن النشاط الروسى فى سوريا يمثل رد فعل لزيادة هشاشة نظام بشار الأسد، وأضاف المتحدث أن وزير الخارجية الأمركى جون كيرى أبلغ نظيره الروسى لافروف أن "أكثرية" الأهداف الروسية فى سوريا لا علاقة لها بتنظيم "داعش". وعلى صعيد متصل، وجهت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية انتقادتها لإدارة الرئيس أوباما على فشل استراتيجيتها ضد داعش، خاصة بعد أن ساهمت تحركات روسيا العسكرية فى سوريا فى تغيير ملامح ما وصفته ب «الحرب الأهلية» بشكل جذري، إذ مكنت الرئيس السورى بشار الأسد من الوقوف على قدميه مجددا. وقالت الصحيفة إن مسئولين بارزين فى إدارة أوباما اعترفوا بأن روسيا حققت بالفعل بعض المكاسب التكتيكية فى الحرب، رغم إصرارهم على أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سيدفع فى نهاية المطاف ثمن ما يصفونه بأنه «خطأ استراتيجى فادح» من شأنه تقويض سمعته وتشجيع انتشار المسلحين.