أكد الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى أن زيارته لمصر كانت "ناجحة وناجحة جدا، ولمست لدى الرئيس عبد الفتاح السيسى انفتاحا على التجربة التونسية"، مشيرا إلى أنه قدم للرئيس السيسى وجهة نظر تونس عن الحرب على الإرهاب. وأضاف السبسى فى حوار مع موقع "الصباح نيوز" التونسى أنه أكد خلال لقائه مع الرئيس السيسى ثوابت الدبلوماسية التونسية المبنية على عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الشقيقة، قائلا "قادة مصر أدرى بشئون بلدهم ونحن أدرى بخصوصيات واقعنا". وأوضح أن مباحثاته مع الرئيس السيسى شملت التحديات الأمنية والإرهابية والمخاطر التى تواجه البلدين خاصة مع بروز الإرهابيين ووصول " داعش" وحلفائها الى ليبيا، وأوضح أن المعلومات تشير إلى أن "دواعش" ليبيا وصلوا الى مدينة صبراطة التى تبعد 70 كيلو مترا عن رأس الجدير الأمر الذى يعد خطير جدا بالنسبة لتونس ومصر وكل دول الجوار مع ليبيا. وأشار إلى أن اللقاء مع الرئيس السيسى ناقش أيضا مقترحات تطوير التنسيق لمكافحة الإرهاب والعنف السياسى والتهريب وتجارة الأسلحة والمخدرات مع التوافق على رفض الخيار العسكرى وعلى حث الأشقاء الليبيين على المضى فى مسار التسوية السياسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية. ومن ناحية أخرى، قال وزير الخارجية التونسى الطيب البكوش إن انضمام تونس مؤخرا إلى التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد تنظيم "داعش" سيكون سياسيا وليس عسكريا ولن يكون لها أى تدخل عسكرى فى أى بلد من البلدان، مؤكدا أن الهدف من المشاركة هو المساندة السياسية والتعاون فى تبادل المعلومات الاستخباراتية التى تساعد فى محاربة الإرهاب فى تونس. واعتبر البكوش أن تونس من أكثر البلدان المهددة بتمدد تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكدا أن تونس لم تمر بفترة أكثر تعقيدا من الفترة الحالية على المستويين الإقليمى والدولي. وتعليقا على الجهاديين التونسيين فى سوريا، قال البكوش انه سيتم محاسبة كل تونسى عائد إلى البلاد من القتال فى سوريا ومن خلال المحاكمات سيتم تفكيك شبكات تسفير الشباب، نافيا التصريحات التى نسبت إليه حول فتح قنوات للتفاوض مع الجهاديين فى سوريا. يأتى ذلك فى وقت، فتحت السلطات التونسية تحقيقا بعد نشر أحد الإعلاميين المعروفين شريط فيديو على الإنترنت يعلن فيه امتلاكه معلومات عن قتلة المعارضين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي، وفقا لتأكيدات مصدر قضائى تونسى. وقال المصدر طالبا عدم ذكر اسمه إن التحقيق تم فتحه" بعد التصريحات التى أدلى بها الإعلامى معز بن غربية صاحب قناة التاسعة التليفزيونية الخاصة، يؤكد فيه امتلاكه "كل المعلومات عن أولئك الذين قتلوا شكرى بلعيد ومحمد البراهمى"، المعارضين اليساريين اللذين اغتيلا بالرصاص أمام منزليهما فى6 فبراير و25يوليو على التوالى. وأضاف الإعلامى الشهير فى التسجيل الذى قالت وسائل اعلام محلية انه صوره فى سويسرا، وانه هو أيضا مهدد بالاغتيال وانه تعرض الثلاثاء الماضى ل"محاولة اغتيال" بسبب المعلومات التى يمتلكها. وقال "كل شخص يعرف الحقيقة عن مقتل (بلعيد والبراهمي) سيتم اغتياله". واثار شريط الفيديو موجة من ردود الفعل فى تونس لاسيما انه يأتى فى الوقت الذى ستستأنف فيه فى 30 أكتوبر فى تونس محاكمة 24 تونسيا متهمين بالتورط فى اغتيال بلعيد، بعدما كانت هذه المحاكمة أرجئت فى نهاية يونيو الماضى.