منذ أن حصلت «عباسية أحمد فرغلى» ابنة رجل الأعمال الشهير ملك القطن آنذاك على أول رخصة قيادة لامرأة مصرية عام 1920 حتى وصل عدد رخص قيادة السيارات للنساء فى مصرحاليا الى 35% من إجمالى رخص القيادة، والمرأة متهمة بسوء قيادتها للسيارة سواء كان ذلك من الرجال أم من المرأة نفسها لدرجة أن هناك أكثر من حملة على الفيس بوك تتعلق بهذا الشأن مثل الحملة الرسمية لمنع النساء من قيادة السيارات فى مصر ومن قبلها حملة «سوقى عدل» وقدرت نسبة حوادث المرأة خلال عام ( 2013-2014) بحوالى 370 حادثا مروريا داخل المدن وخارجها.. فما هى حقيقة هذا الاتهام ؟! .. ومانوعية ما تتعرض له من مضايقات أثناء القيادة ؟.. وكيف يمكن للمرأة أن تتفادى حوادث المرور فى ظل عدم تهيئة الطرق والازدحام الشديد وعدم احترام القواعد المرورية من البعض فى الطريق؟.. وتساؤلات أخرى حول قيادة المرأة للسيارة تجيب عنها السطور التالية : بداية تعترف سميرة مكاوى -طبيبة- بأنها رغم ممارستها لقيادة سيارتها منذ عشرين عاما إلا أنها حتى الآن تتوقف كثيرا أمام أى مأزق يصادفها فى الطريق بسبب ماتتعرض له من مضايقات سواء معاكسات وتحرش عن بعد من قبل قائدى السيارات الملاكى من الشباب المراهقين أو حتى من كبار السن، وتقول أحيانا كثيرة أقف عاجزة ولايخرجنى من هذا المأزق إلا قائد سيارة رجل ايضا ولكن مازال يملك أخلاق ابن البلد من شهامة ونخوة ورجولة كمعظم المصريين. تشكو أيضا مديحة محمود موظفة بأحد البنوك من مضايقة الرجال لها فى الطرق وتقول دائما أجد من يقف أمامى فجأة بعد أن كان خلفى ويحاول أن يسبقنى فى السير رغم أننى ملتزمة بقواعد المرور، ولكن لأننا نعيش فى مجتمع ذكورى يستضعف المرأة التى تقود سيارتها وينظرون اليها كأنها اغتصبت حقا مكتسبا لهم فى الطريق. وتقول هنا عبد الحميد ربة منزل ولكنها تضطر لاستخدام سيارتها الملاكى فى توصيل ابنائها، وشراء احتياجات المنزل تصف قيادة المرأة للسيارة فى شوارع القاهرة بالذات بأنه نوع من أنواع الجهاد وذلك على حد تعبيرها لما تعرضت له من مواقف صعبة سواء من رجال المرور أو السائقين الرجال او السيدات بسيارتهن الملاكى لدرجة أنها فكرت أكثر من مرة أن تبيع سيارتها وتلجأ الى التاكسى وفى كل مرة تتراجع خوفا على أبنائها. وكيف يرى اللواء أحمد هشام الخبير المرورى قيادة المرأة للسيارة ؟ قال: قيادة المرأة للسيارة تصاحبها بعض المزايا وبعض العيوب ايضا.. فمن المزايا الاهتمام الشديد بتعليمات وآداب المرور كعدم مخالفة الإشارة الضوئية والسير بالسرعة المقررة قانونا داخل المدن وخارجها والحرص فى القيادة عن الرجل.. أما بالنسبة للعيوب فهى عدم الإلمام الجيد بقانون المرور وعدم اتباع تعليمات المرور من حيث الوقوف فى الممنوع والانتظار الخاطىء والانتظار صف ثانى فى الشوارع والأماكن التجارية .. هذا بالإضافة الى عدم التركيز الجيد فى القيادة، وأن معظم الحوادث المرورية التى تكون طرفها قيادة المرأة تكون فى الغالب هى السبب الرئيسى فى الحادث وذلك بسبب طبيعة المرأة من حيث الخوف الشديد وعدم حسن التصرف فى المواقف المفاجئة.. وبماذا ينصح الخبير المرورى المرأة حتى تجيد قيادتها للسيارة ؟ قال: يجب تعليم المرأة الثقافة المرورية والإلمام الجيد بقانون المرور وتوعيتها بحسن التصرف فى المواقف المفاجئة تجنبا للحوادث، وكذلك توعيتها بعدم وضع أطفال أمامها أثناء القيادة وذلك لتمكينها الرؤية الجيدة وتركيزها أثناء القيادة، وأيضا عدم الحديث مع الأشخاص المتواجدين داخل السيارة، ومن الضرورى أيضا الكشف على زيت الموتور وماء الريديدتير والبنزين قبل السير بالسيارة وأن تتواجد طفاية الحريق والمثلث العاكس وشنطة الاسعاف بشكل دائم بالسيارة مع ربط حزام الأمان وعدم استخدام التليفون المحمول. ويوضح خبير المرور أن حوادث السيارات بالنسبة للمرأة أقل كثيرا من الحوادث من الرجال لأن معظم تلك الحوادث من قيادة السيارات الأجرة والنقل والتى يقودها الرجال. وينفى د.رشاد عبد اللطيف أستاذ تنظيم المجتمع بجامعة حلوان ورئيس المؤسسة الثقافية العمالية ورئيس الجامعة العمالية هذا الاتهام ويقول: المرأة ليست متهمة بسوء القيادة ولكنها هى التى تسىء الى القيادة لعدة اعتبارات أهمها أن هناك من السيدات العنيدات بمعنى أن أى احد يسوق بجانبها او خلفها ترغب هى أن تسبقه فى السير، كما أن الخوف له عامل كبير، فعندما تخاف المرأة وتتردد، أثناء القيادة تحدث الكارثة، وكذلك هناك من السيدات بطبعهن عدوانيات فهى هنا تبرز قوتها كنوع من الدفاع عن النفس ولا تكل ولا تمل دون أن تبالى بالنتيجة.. ومع ذلك أرى أن المرأة تراعى قواعد وأصول القيادة أكثر من الرجل. واخيرا ينصح أستاذ تنظيم المجتمع المرأة أثناء القيادة قائلا: لابد أن تدرك أنها أنثى وبالتالى تدرك أن هذا الشىء يخفف من حدة العدوانية، وتدرك أيضا أنها ليست مستهدفة من الرجل وبالتالى تكون أكثر تسامحا وأكثر هدوءا وأنها مهما جرت وسبقت الرجال فهذا سلوك ليس فيه جدعنة ولكن يؤدى الى حوادث جسيمة ولذلك ادعوها الى التحلى بالحكمة وأن تجد مبررا لأى سلوك من جانب الآخرين يجعلها أكثر هدوءا واتزانا.