حذر مجلس الشوري من خطورة انتشار الفيروسات التي تهدد صناعة الدواجن في مصر وأحداث تأثيرات سلبية عليها وعلي العاملين بها والذين يقدر عددهم بحوالي مليوني مواطن. وقد طالب المجلس في تقرير أعدته لجنة الزراعة بالمجلس بضرورة اهتمام الحكومة بشكل عاجل وفعال بمواجهة كافة المخاطر التي تتعرض لها هذه الصناعة الاستراتيجية, خاصة بعد أن شهدت أسعار اللحوم الحمراء قفزات كبيرة في الآونة الاخيرة جعلت الحصول عليها من المستحيلات بالنسبة لملايين الاسر الفقيرة والاقل دخلا. وقد رصدت اللجنة في تقريرها أن اجمالي الخسائر التي تعرض لها قطاع انتاج الدواجن في مصر بلغ اكثر من25 مليار جنيه مما يعني أن هذا القطاع يواجه أزمة شديدة تهدد بانهيار الصناعة بعد ظهور فيروس جديد متحور يصعب التعامل معه. ونظرا لما شهدته البلاد خلال الفترة الماضية من تعرض الثروة الداجنة لازمة طاحنة نتيجة لانتشار فيروس الالتهاب الشعبي المصري في الدواجن وما نجم عنه من خسائر فادحة للمربين والمزارعين وما ترتب علي ذلك من انعكاسات سلبية علي هذا القطاع ومن أجل مواجهة هذه المشكلة قامت اللجنة بعقد عدة اجتماعات عاجلة لدراسة المشكلة وكيفية مواجهتها. وقد أكد المجلس في تقريره الذي اعدته لجنة الزراعة برئاسة المهندس سيد حزين علي ان صناعة الدواجن علي المستوي العالمي تشهد تقدما ملحوظا سواء علي صعيد الانتاج أو التجارة علاوة علي الاتجاه المتزايد لدي المستهلكين لاستهلاك اللحوم البيضاء لانخفاض محتواها من الكوليسترول علاوة علي التميز السعري للحوم الدواجن. ولذا أصبحت صناعة الدواجن عالميا من الصناعات بالغة الاهمية سواء من ناحية مساهمتها في النشاط الاقتصادي والانتاجي والتجاري خاصة في الدول المتقدمة أو من ناحية أهميتها في سياسات تأمين الغذاء خاصة من البروتين الحيواني, كما هي الحال في معظم الدول النامية. ولقد اهتمت الدولة بصناعة الدواجن عن طريق توفير مستلزمات الانتاج بأسعار مدعمة وبعد ذلك قامت الدولة برفع الدعم تدريجيا وتم رفعه تماما عن مستلزمات الانتاج الخاصة بمزارع الدواجن عام1992, وهذا ما أدي الي ارتفاع أسعار مستلزمات الانتاج مما أثر علي أداء هذه المزارع وأثر علي الطاقة الانتاجية والكفاءة التشغيلية. أكد التقرير انه مرض فيروسي شديد الوبائية يوجد في الصورة الحادة ويؤثر علي جهاز التنفس والكلي, وتظهر علي الطيور المصابة متاعب تنفسية وانخفاض في انتاج البيض, والمرض موجود في مصر سواء في قطعان بداري التسمين والقطعان البياضة, وهذا المرض لا ينتقل الي الانسان ولكنه يتسبب في خسائر كبيرة في مزارع الدواجن تمثلت في وفاة أكثر من50% من الدواجن وانخفاض في انتاج البيض بنسبة15% 50%. وعن الأسباب التي أدت الي تفاقم المشكلة أكد التقرير أن عشوائية برامج التحصين التي تطبق في المزارع واختلافها دون الرجوع للهيئة العامة للخدمات البيطرية, وعدم الالتزام بإرشادات الهيئة المستمرة لبرامج التحصين المثالية, وعدم تطبيق اشتراطات الامان الحيوي بالمزارع وكان سببا في المشكلة, بالاضافة الي توطن العديد من الأمراض المعدية في مزارع الدواجن بمصر أدي الي ظهور أعراض مرضية وصفات تشريحية متنوعة ومتداخلة, كذلك من بين الأسباب استيراد كتاكيت التسمين في الفترة الماضية بكميات كبيرة مما تسبب في زيادة معدلات انتشار العترة الجديدة من المرض دون توافر تحصينات أو أدوية بكميات كافية, وعدم وجود أي مسح وتقص لأمراض الدواجن, بالاضافة الي وجود أدوية مغشوشة أو منتهية الصلاحية بالأسواق يحصل عليها المربي ويحصن بها الدواجن مما يؤدي الي نفوقها. وعن الاجراءات الوقائية أكد التقرير ضرورة استخدام اللقاح المناسب للتحصين قبل دخول المرض, وعند حدوث الاصابة يتم استخدام عليقة علاجية منخفضة البروتين مع اضافة مضاد حيوي وذلك للتغلب علي العدوي الثانوية. وحول التوصيات التي وردت في التقرير أكد أنه من ضرورة التنسيق بين الهيئة العامة للخدمات البيطرية ومعهد بحوث الأمصال واللقاحات بشأن توفير الامصال المضادة لهذا الفيروس, وتشجيع الانتاج المحلي من اللقاحات من العترات المعزولة محليا لزيادة كفاءتها مقارنة بتلك التي يتم استيرادها من الخارج, وتشديد الرقابة علي تداول الاعلاف لضمان خلوها من السموم الفطرية التي تثبط المناعة لدي الطيور.