شهدت السياسة الخارجية المصرية العديد من المتغيرات المهمة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسة. و قد حرصت مصر علي أن يكون لها وجود ملموس ومحسوس دوليا وإقليميا وثنائيا مع مختلف دول العالم، سعيا نحو العودة بقوة إلي موقعها؛ قاريا ودوليا، وإعادة مركزية دورها الإقليمي والدولي من خلال تحركات خارجية مدروسة وممنهجة في جميع الاتجاهات، بهدف الحفاظ علي المصلحة المصرية، وتحقيق متطلبات الأمن القومي المصري. كما يحكم تحرك مصر الخارجي تعظيم المصلحة الوطنية المصرية وصيانة أمنها القومي، والذي يرتبط ارتباطا عضويا بالأمن القومي العربي. وقد شهد عاما 2014 و2015جهودا مكثفة للترويج والإعداد الموضوعي لملف الترشيح المصري للحصول علي العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن عن المقعد المخصص لإقليم شمال إفريقيا للفترة 2016-2017، بعد أن أعلن الرئيس السيسي عن ترشح مصر للعضوية غير الدائمة في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2014، وبدأت وزارة الخارجية تنفيذ خطة تحرك علي مستوي السفارات المصرية في الخارج وديوان الوزارة بهدف الترويج للترشح المصري. وكان إعلان عدد من الدول الكبري تأييدها لترشح المصري دليلا علي تقدير تلك الدول لمصر ومكانتها علي الساحة الدولية، كما تم إعداد كتيب في هذا الشأن لتوزيعه علي دول العالم لدعم هذا الترشح. والتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدد من المندوبين الدائمين والقائمين بأعمال أكثر من خمسين دولة من الدول الأعضاء بمنظمة الأممالمتحدة المشاركين في الملتقي الدولي لدعم ترشح مصر بمجلس الأمن والذي نظمته وزارة الخارجية برئاسة السفير هشام بدرمساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولي. السفير الدكتور السيد أمين شلبي المدير التنفيذي للمجلس المصري للشئون الخارجية يقول: في تقديري ان حصول مصر علي مقعد غير دائم في مجلس الأمن محسوم لعدة اعتبارات موضوعية وكثيرة. وللعلم فعند حصول مصر علي المقعد فستكون تلك هي المرة الخامسة في تاريخها الذي ستحصل علي مقعد غير دائم في مجلس الأمن منذ عهد الملكية. ويشير إلي أنه خلال العام الأخير بدأنا نشعر بإقبال العالم علي مصر، وأعتقد ان مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي عقد في شرم الشيخ، وشارك فيه العديد من دول العالم كان دليلا علي إقبال العالم علي مصر، واستعدادها للتعاون معها، معتبرا أن مصر ليس لها منافس للحصول علي المقعد غير الدائم بمجلس الأمن . وحول الدور والمهام التي ستكون مصر منوطة بها عند فوزها، بالمقعد يؤكد أن المقعد يلقي بمسئوليات كبيرة علي مصر في إطلاق أفكار ومبادرات، وبشكل خاص فيما يتعلق بالمنطقة العربية والافريقية التي تشهد اضطرابات، ويتأكد يوما بعد يوم أن الأزمات الإقليمية تحتاج إلي دور دولي، ومن ثم إلي تعامل دولي، وتوفير حلول سياسية، وهذا هو المجال الرئيسي للدبلوماسية المصرية عند توليها المنصب والمقعد خلال العامين المقبلين. وعن الرسالة التي يمكن أن توجهها مصر للعالم من خلال عضويتها في مجلس الأمن يقول السفير شلبي إن الرسالة هي المبادرات والأفكار والأطروحات حول ما تعانيه المنطقة من أزمات ومشاكل وأوضاع مضطربة، وضرورة تكاتف المجتمع الدولي للتعامل مع هذه المشكلات وتوفير حلول سلمية، وفي مقدمتها أن تحيي مصر جهودها القديمة في تعبئة المجتمع الدولي ضد الإرهاب. كما أن ملف إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية من الملفات المهمة، حيث ان مصر منذ أوائل التسعينيات دعت إلي إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية وجميع أسلحة الدمار الشامل، ومنذ هذا التاريخ ومصر في كل المنابر الدولية تؤكد هذا الدعوة.