بلغت أزمة اللاجئين والنازحين السوريين درجة خطيرة وربما غيرمسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية بعدما قدرعددهم بنحو 12 مليون شخص, وتجاوزت مأساتهم حدود الإقليم ودول الجوار لتصل إلى عمق الأراضى الأوروبية, وحقيقة الأمرأنه رغم المعاناة الكبيرة التى يتعرض لها اللاجئون السوريون إلا أن دولا مثل ألمانيا أبدت مرونة كبيرة فى استقبالهم وتوفيرسبل المعيشة لهم,ولكن ليست كل الأطراف الأوروبية على استعداد لاستقبال اللاجئين السوريين بمثل هذه الأريحية وليس أدل على ذلك من التصريحات النارية التى أدلى بها رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان منذ أيام، قائلا فيها إن بلاده لا يمكن أن تحتمل المزيد من اللاجئين الذين يمكن أن يتحولوا لإرهابيين!! وأنهم يمثلون خطرا على «مسيحية أوروبا»، فى نفس الوقت الذى بدأ فيه أنصار تلك السياسات فى توزيع منشورات فى العاصمة بودابست تقولها صراحة فى وجه اللاجئين: إذا جئت إلى المجر عليك أن تحترم قوانيننا! إذا جئت إلى المجرعليك ألا تأخذ من المجريين وظائفهم! وأتت تلك التصريحات بعدما طُرح على الطاولة اقتراح أوروبى من جانب ألمانيا وفرنسا بأن تتم مشاركة أعباء اللاجئين القادمين إلى أوروبا بتقسيم أعدادهم بين الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبي، فى نظام يأخذ فى الاعتباربالطبع الفروق الديموغرافية والاقتصادية بين الدول الكبيرة والصغيرة، وهوما يعنى أن تضطر المجرلتسجيل عدد محدد من اللاجئين تمليه عليها بروكسل وفق الاتفاق، كما يقول أنصاره لكون مسألة السوريين تخص أوروبا كلها.إلا أن أوربان يرى أن مشكلة اللاجئين لا تخص بلاده ويعتبرها مشكلة ألمانية محضة ببساطة لأن كل من يأتون للمجرعن طريق صربيا تكون وجهتهم الأساسية ألمانيا، وهم يستخدمون المجرفقط كنقطة عبور وهوما يعنى قدرة اللاجئين على التحرك مباشرة إلى أى بلد أوروبى يريدون فور وصولهم.ولا غضاضة فى أن تدافع المجرعن مصالحها وأمنها ولكن الخطورة تكمن فى إضفاء الصفة الدينية على السياسة وكأنها تجرد «المسيحية الأوروبية» من إنسانيتها. لمزيد من مقالات عماد عريان