الخوف من العقبات شعور طبيعي للإنسان الطبيعي, ولم يكن الحجر الثقيل الذي وضع علي القبر وهما أو خيالا فكانت القبور تغلق عادة باحجار ثقيلة يصعب علي السارق أن يزحزحها حتي ولو كانوا جملة رجال ولعل المصريين هم أول من ابتدع نحت القبور في الصخور. أو بناء الأهرامات ودفن موتاهم في قبور مشيدة لايدركها لص أو وحش مفترس إيمانا منهم بخلود الإنسان وقيامة الأجساد وعودتها الي الحياة, وفي فجر يوم الأحد ذهبت النساء لتؤدين واجب دهن الجسد بالحنوط الأمر الذي لم تستطعن القيام به لعائق يوم السبت, حيث يحرم علي اليهودي القيام بأي عمل فيه. ذهبت النساء باكرا والظلام لم يكن قد انقشع بعد وكان كل همهن من سيرفع الحجر عن القبر وعندما وصلن الي القبر وجدن القبر قد فتح والحجر دحرج من علي بابه ومن هذا الحجر المدحرج نأخذ الدروس والعبر, فهناك أحجار من صنع الخوف والقلق, فالظلام الذي أحاط بهن يمثل حجر المجهول فمن يمشي في الظلام لا يري مايحيط به وهو معرض للتعثر والسقوط, لذا لابد للإنسان ان يسلك في النور والسلوك في النور يعني الأمانة في القول والفعل, فالعامل البسيط أو رئيس العمل مهما علا شأنه مطالب بأن يسلك بالأمانة والدقة والانتظام في مواعيد العمل حتي لايعثر أو يسقط بإغراء مادي أو أخلاقي. ومن الأحجار التي كانت أمام النساء الحراسة المشددة التي وقفت لحراسة القبر حتي لايأتي أحد ويسرق الجسد لأن المسيح في حياته واجه مرات ومرات محاولات الاعتداء عليه فقال قولته انه لو قتلوا هذا الجسد الذي يعيش فيه فإنه سيقوم بعد ثلاثة أيام لذلك كان علي اليهود ان يضبطوا القبر بالحجر الذي وصل وزنه الي طنين وشددت الحراسة علي باب القبر. ومن الأحجار المعوقة كانت طبيعة المرأة غير المدربة علي رفع الأثقال كالأحجار التي تغلق بها القبور, فضلا عن حجر السلطة والقانون اذ كان الحجر قد تم بخاتم شعار الدولة وفي كسر الخاتم الذي يشبه الشمع الأحمر في أيامنا اعتداء علي القانون والذي يوجب حكم الموت. إن حدث القيامة يدعونا إلي ألا نخاف من المحاولة وتحدي المعوقات انها رسالة الي كل شاب يقف محبطا عاجزا عن المحاولة واعادة المعادلة مهما كلفه ذلك حتي لايحقق الهدف فمن نساء لايملكن قدرة خارقة ولا أسلحة حماية كسرن حاجز الخوف والضعف واقتحمن ظلام المجهول وبطش السلطة ورعب الظلام ليحققن الهدف, وكان سلاحهن الحب والإيمان, فالحب يصنع المعجزات ويتحدي كل الصعوبات والإيمان أقوي سلاح لتحقيق المستحيلات لذا نستمع الي قول الرسول بولس أما الآن فليثبت فيكم الإيمان والرجاء والمحبة, هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة فالجندي الذي يقف في الميدان محاربا العدو وهو يعلم أنه عرضة للموت في أية لحظة لكنه لايخشي سلاح العدو لأنه يحب وطنه يؤمن بدوره وينتظر نصرة علي أعدائه, وأمام نصرة الجندي وتحقيق الهدف الأسمي تهون كل الصعاب وتحلو كل التضحيات. ان الإيمان والرجاء والحب هي أسلحة قوية لتغيير المفاهيم المغلوطة والمخاوف غير المبررة والأحجار الثقيلة كلها من صنع الإنسان للإنسان, أما أسلحة المقاومة فهي من الله إذا تمسكنا بها عادت الثقة والطمأنينة حتي استطعنا ان نقول ان قام علينا جيش فلا نخاف لأن الله معنا وان كان الله معنا فمن علينا. المزيد من مقالات د. القس صفوت البياضى