حذرت الولاياتالمتحدة أمس روسيا من أن الرئيس السورى بشار الأسد لا دور له فى عمليات التحالف الدولى ضد تنظيم داعش الإرهابى وعليه التخلى عن السلطة ليتيح تسوية سياسية، وذلك بعد ساعات من دفاع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن استراتيجيته تجاه دمشق. وأجرى جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى ثالث اتصال هاتفى خلال 10 أيام مع نظيره الروسى سيرجى لافروف ليكرر له موقف واشنطن بعدما وعد بوتين بمواصلة الدعم العسكرى للأسد. وقال مكتب وزير الخارجية الأمريكى إن «كيرى أكد بشكل واضح أن استمرار دعم روسيا للرئيس الأسد يمكن أن يؤدى إلى تأجيج النزاع وإطالة أمده وتقويض هدفنا المشترك المتمثل فى مكافحة التطرف». وأوضح الوزير الأمريكى أنه ليس هناك حل عسكرى للنزاع الشامل فى سوريا الذى لا يمكن حله إلا بانتقال سياسى بدون الرئيس السورى. كما أكد أن الولاياتالمتحدة سترحب بدور بناء تلعبه روسيا فى الجهود لمحاربة داعش. وأضاف «إذا كان الروس مستعدين للعمل معنا ومع 60 دولة من الدول التى يتألف منها الائتلاف، فستكون هناك امكانية للتوصل إلى اتفاق انتقالى سياسي» فى سوريا، مؤكدا أن هذه «الاستراتيجية مصيرها الفشل». وفى غضون ذلك، أعلن جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة تريد من روسيا المزيد من التواصل البناء مع التحالف الدولى بدلا من أن تزيد وجودها العسكرى هناك. وأشار إيرنست إلى أن «الرئيس باراك أوباما لم يتحدث إلى نظيره الروسى حول هذه المسألة لكنه سيحاول أن يفعل هذا عندما يقدر أن ذلك سيعزز مصالحنا». وفى سياق متصل، قال بيتر كوك المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن بلاده تراقب التطورات الجارية فى سوريا عن كثب، مشيرا إلى أن واشنطن على اتصال بحلفائها وشركائها.وأضاف كوك أن واشنطن لا تزال تعتقد بضرورة إيجاد حل سياسى للصراع الدائر فى سوريا، وأن الحل العسكرى لن يحقق السلام فى سوريا. وأكد أن واشنطن لا تزال تؤمن بأن دعم نظام الأسد عسكريا سيكون له نتائج عكسية على الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية سياسية. وقال المسئول الأمريكى إن وزير الدفاع أشتون كارتر لا يجرى أى اتصالات بنظيره الروسى كما أنه ليس هناك أى اتصالات مع كبار المسئولين العسكريين الروس، مشيرا إلى أن تعليق العلاقات العسكرية الأمريكية - الروسية خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب أزمة شبه جزيرة القرم وأوكرانيا وسوريا فى الوقت الراهن. وتابع أن كيرى يقود حالياً الاتصالات مع المسئولين الروس. وفى الوقت ذاته، أكد جينادى جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسى أن روسيا ستعقد اجتماعا وزاريا خاصا فى مجلس الأمن الدولى يوم 30 سبتمبر الحالى لمناقشة الصراعات فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك فى إطار جهود التصدى لخطر الإرهاب. وقال جاتيلوف إن «هناك مبادرات جديدة تتعلق برئاستنا لمجلس الأمن فى سبتمبر». وفى باريس، أعلن جان إيف لو دريان وزير الدفاع الفرنسى إن باريس تعتزم شن ضربات جوية ضد داعش فى سوريا خلال الأسابيع المقبلة سعيا لوقف انتشاره المتنامى فى البلاد. وتقتصر مشاركة فرنسا حتى الآن على شن ضربات فى العراق. وبدأت ترسل رحلات جوية استطلاعية فوق سوريا قبل أسبوع لجمع معلومات عن مواقع التنظيم الإرهابى. وردا على سؤال فى مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية بشأن موعد بدء الضربات الجوية الفرنسية فى سوريا، قال لو دريان «فى الأسابيع المقبلة» مضيفا أنه لا يرغب فى الكشف عن تفاصيل لأسباب استراتيجية. وفى هذه الأثناء، أعلن كيفن أندروس وزير الدفاع الأسترالى أن سلاح الجو الأسترالى نفذ أول غارة على تنظيم «داعش» الإرهابى فى سوريا ودمر عربة نقل مسلحين مصفحة. وأشار أندروس إلى أن هذه الغارة تندرج فى سياق التصدى للتنظيم الإرهابى ليس فقط فى شمال العراق بل أيضا شرق سوريا بهدف إضعاف قوات التنظيم. من جهة أخرى، يتوجه بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى خلال أيام إلى روسيا لإجراء مباحاثات مع الرئيس الروسى حول نشر قوات روسية فى سوريا.