جاء إعلان كبرى منظمى الرحلات الألمان عن قرارها بضخ استثمارات سياحية جديدة فى مصر.. ليرسم بادرة أمل..ويفتح طاقة نور أمام قطاع كاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.. ويترجم جهود القيادة السياسية التى نجحت فى نسج صورة ايجابية عن مستقبل مصر.. ويؤكد نجاح الأمن فى فرض سيطرته على جميع المدن السياحية..هذه الحقائق ما دفعت مستثمرى السياحة فى أهم سوق أوروبى الى اتخاذ هذا القرار الذى جاء بعد دراسات وابحاث دولية أكدت جميعها ان مصر تنطلق نحو المستقبل بخطى ثابتة..وأن آراء المواطنين الألمان اصبحت ايجابية حول رغبتهم فى السفر الى «أم الدنيا» وهذا ما جعل شركة «ديرتورستيك» تتوقع ان يزداد عدد السائحين الألمان الى اكثر من مليون سائح خلال العامين المقبلين. هذه الرياح المحملة بالأمل جاءت من مدينة الغردقة التى شهدت مؤتمرا ألمانيا اعلنت خلاله شركة «ديرت ورستك» عن قرارها بزيادة استثماراتها فى قطاع السياحة وكشفت عن خطتها المستقبلية لمضاعفة إسهامها فى جلب السائحين الألمان لتصل الى المليون سائح.. ويكتسب هذا القرار أهميته كونه جاء من دولة كانت الى وقت قريب تسلك مسلكا متشددا من سفر مواطنيها للسياحة فى مصر..ولكونها ايضا أكبر وأقوى دولة فى الاتحاد الأوروبى وكانت جميع الدول الأخرى تحذو حذوها دون تفكير وتتخذ نفس النهج تجاه السياحة المصرية. والحقيقة ايضا ان السوق الألمانى يختلف عن غيره من الجنسيات الاخرى فهو سائح شديد الخصوصية فى متطلباته مما يجعله اكثر انفاقا من غيرها علاوة على ان أسعار برامجه تعتبر مرتفعة نوعا ما عن الأسواق الأخرى.. أضف إلى ذلك ان قرار زيادة استثمارات شركات السياحة الالمانية فى مصر يحفز دولا أخرى عديدة على ضخ المزيد من الاستثمارات. ويعد قرار هذه الشركة ايضا شهادة بأن مصر وجميع مقاصدها السياحية أصبحت واحة أمنة للمواطنين الألمان الراغبين فى التمتع بالمقومات السياحية المختلفة.. واللافت هنا ان قرار الشركة بضخ استثمارات جديدة فى شراء فنادق جديدة بمرسى علم والغردقة يمثل ثقة متناهية فى مستقبل مصر السياسى والاقتصادى..وهنا اكدت «نورا على» الخبيرة السياحية وعضو مجلس ادارة غرفة شركات السياحة ان الصورة الايجابية التى نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تسويقها عن مصر كانت وراء قرار قيام منظم الرحلات الألمانى «ديرت ورستك» باتخاذ هذه القرارات التى تسهم بلا شك فى زيادة حصة مصر من حجم السوق الألمانية..مشيرة الى ان نجاح السياسة الخارجية المصرية خلال السنة الماضية ادى الى كسب الرأى العام الالمانى الذى اصبح يؤيد سياسات مصر الداخلية والخارجية مما كان له أثر ايجابى على إقبال المواطنين الالمان على حجز رحلاتهم على مصر. مؤكدة ان جميع الدراسات التى اتخذتها منظمات الرحلات فى المدن الألمانية المختلفة جاءت لتؤكد ان هناك اقبالا متزايدا على زيارة المقاصد السياحية المختلفة.. ولعل هذا ما دفع منظم الرحلات الى تغير خططه المستقبلية تجاه مصر بضخ المزيد من الأستثمارات فى شراء وتأجير فنادق فى مرسى علم والغردقة وشرم الشيخ. لافتة الى ان منظم الرحلات لم يكن ليتخذ هذا القرار إلا اذا كان على ثقة من ان السياحة المصرية فى طريقها للتعافى وانها سوف تتخطى الأرقام التى كانت تحصل عليها خلال ما يعرف بعام الذروة فى 2010.. وعادت «نورا» لتؤكد ان الخطوات الجادة التى اتخذتها القيادة المصرية فى العديد من الملفات الاقتصادية وانفتاحها على جميع دول العالم ستنعكس بشكل غير مسبوق على اقبال سائحى العالم على مصر وأضافت أن مصر تعد من المقاصد السياحية المهمة بالنسبة للسائح الألمانى..مما دفع بمنظم الرحلات لوضع خطة لزيادة الأعداد السياحية الوافدة إلى مصر بنحو 53% بحلول عام 2018، لافتا إلى أن الحركة الألمانية إلى مصر زادت بنسبة 13% خلال الشهرين الماضيين مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.. واكدت نورا أن السائحين الألمان الذين زاروا مصر خلال العام الأخير نقلوا صورة ذهنية ايجابية للمجتمع الألمانى حول الأوضاع فى مصر وتمتعها بالأمن والاستقرار مما ادى الى حدوث زيادة غير مسبوقة فى نسب الحجز ستصل الى 70% خلال الموسم الشتوى المقبل..ولذلك قررت الشركه الألمانية زيادة عدد رحلاتها من جميع المدن الألمانية الى جميع المدن السياحية. وقال رالف ديتر مالسان انه قابل الرئيس عبدالفتاح السيسى ضمن منظمى الرحلات خلال شهر ديسمبر الماضى، وقد شعرنا جميعا انه يقود البلاد نحو الاستقرار، وأن حكومته ستكون قادرة على بسط الأمن فى كافة المقاصد السياحية وهو الأمر الذى يمثل لنا أولوية أولي. وقد أكد لنا الرئيس وقتها ان السياحة على رأس أولويات الحكومة خلال الفترة المقبلة. وخلال الشهور الماضية رصدنا زيادة إقبال السائحين الألمان على زيارة مصر، فقررنا زيادة حجم استثماراتنا خلال العامين المقبلين، وزيادة عدد الرحلات المتجهة من مختلف المدن الألمانية إلى الغردقة ومرسى علم وشرم الشيخ. [email protected]