عمليات النصب والاحتيال الالكتروني التي نتعرض لها جميعا ليست جديدة علي الاطلاق ولكن الطريقة التي تتم بها باستخدام خدعة بسيطة جدا وهي صفحات مزورة يتم ارسالها لك هي التي دفعتني للكتابة اليوم لأحكي لكم قصة شخصية حدثت لي منذ أيام قليلة ،أطلب فيها من كل انسان يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) أن يأخذ حذره من عتاة الاجرام المعلوماتي الذين يعرفون ب "الهاكرز" او مخترقي الحسابات الشخصية كي لا يقعوا في الفخ . ففي حالتي قام اللص الالكتروني بارسال رابط من حساب احدي الصديقات علي الفيس (أتضح أن حسابها كان مسروقا ايضا) تدعوني بالحاح للانضمام لجروب جديد به مجموعة من الشخصيات ذات شأن وحيثية في المجتمع . لم ألق بالا ولم أهتم في البداية ،الا انها أخذت تطاردني الي أن قبلت الملف وليتني لم افعل، فلم أكن أعرف أنني أمام عصابات "الديجيتال" الاجرامية التي تسرق الكحل من العين في فيمتو ثانية! ما حدث لي بعد ذلك شيئ اشبه بالكابوس استمر قرابة ال 3 ساعات كنت أتلقي خلالها عشرات الاتصالات من كل من يعرفني شخصيا أو عبر الفيس بوك، بعضهم تنبه ان الحساب مسروق، وأخرون كانوا يستفسرون عما حدث لي ويبدون رغبتهم في تحويل الأموال بأسرع وقت. ولكن مع الاسف هناك الكثير ممن ظنوا اني كتبت هذه الرسائل بالفعل ،وقاموا بتحويل أموال علي رقم الموبايل الذي ارسله لهم النصاب. وهذه هي الرسالة التي قرأتها بعد تمكني من استرداد حسابي والدخول علي صفحتي بباسورد جديد ، بعثها المحتال الذي تقمص شخصيتي ، لقائمة الأهل والاصدقاء بشكل عشوائي يقول فيها نصا: "أنا آسفة بجد أنا محتاجة بس رصيد ضروري علشان معايا مشكلة ومش هعرف أحول دلوقت ممكن اديلك رقم موبايل تحولي او كارت شحن ومليني انا اسفة اوي بجد بس والله هرجعلك الفلوس ." لقد وجدتها عند الكثير من أصدقائي في رسائل "الماسنجر" وكان يطلب منهم 100 جنيه ثم 100 أخري وما أكثر الكرماء من معارفي. وكما يقولون شر البلية ما يضحك فقد وجدت تعليقا من صديق علي الفيس خفيف الظل يرد علي هذه الرسالة المفخخة بتحويل رصيد "بس كدة .. ثواني .. أتحزم وأجيلك"علي طريقة استيفان روستي وفردوس محمد في مشهد لا ينسي من كلاسيكيات السينما المصرية. البلاغ حاليا لدي المختصين بجرائم الانترنت بوزارة الداخلية وسيسقط المجرم قريبا باذن الله. لمزيد من مقالات جيلان الجمل