لجنة فنية لكشف ملابسات واقعة طائرة نيويورك

الرادار لا يرصد «الفجوات الهوائية» وربط الحزام يقلل خطورتها

بدأت لجنة فنية شكلها وزير الطيران حسام كمال للتحقيق فى واقعة طائرة نيويورك التى حدثت الاسبوع الماضى عملها للكشف عن تفاصيل الحادث ، وملابساته، وذلك بهدف اعداد تقرير فنى خلال اسبوع على الاكثر لمعرفة الاسباب الحقيقية وراءه.
وكانت واقعة تعرض طائرة مصر للطيران القادمة من نيويورك للقاهرة الثلاثاء الماضى لما أسماه خبراء الطيران ل «جيب هوائى مفاجئ » قد اثارت العديد من التساؤلات حول مدى خطورة « المطبات الجوية » التى تتعرض لها الطائرات اثناء الرحلات ، والأسباب التى تؤدى الى حدوثها وتأثيرها على سلامة الطائرات .
التساؤلات لها مايبررها خاصة أن الحادث الذى جرى بعد اقلاع الطائرة من مطار نيويورك بنحو ساعة ونصف الساعة وطيرانها فوق مياه المحيط الاطلنطى ، قد أدي الى إصابة 12 ، من بين 268 راكبا كانوا على متنها تم نقل بعضهم الى المستشفى عقب وصولهم ، بعد أن قرر قائدها عدم العودة الى مطار نيويورك أوالهبوط فى اقرب مطار، بعد إكتشافه وجود 3 أطباء على الطائرة من بينهم طبيب بمستشفى مصر للطيران قدموا الإسعافات الأولية للركاب المصابين وفضل أن يعود إلى أرض الوطن وأكمل رحلته ، بهدوء يُحسب له رغم ماواجهه من حادث فجائى ، ونادر لم ينل من هدوئه ، وقدرته على التعامل مع المشكلة بخبرة .
من ناحيته قال وزير الطيران حسام كمال إن ما حدث مع الطائرة هى ظاهرة نادرة الحدوث اثناء الطيران تسمى الجيب الهوائى أوالفجوة الهوائية وهى ظاهرة لا ترصدها رادارات الطائرات ولا تظهر على خريطة الملاحة الخاصة بالرحلة، و هناك إحصائيات دولية ترصد هذه الظاهرة النادرة.
أما خبراء الطيران فيقولون إن المطبات الجوية من الأمور التى اعتاد عليها الطيارون فى الأجواء طوال رحلاتهم ولكنها تتسبب بالفعل فى انزعاج الكثير من المسافرين لعدم علمهم بأسبابها وتوقيتاتها وتأثيراتها على سلامتهم وسلامة الطائرة.. و«المطب الجوى » كما يقول الخبراء يحدث نتيجة حركة الطائرة لأعلى أو لأسفل « رأسياً» وبشكل مفاجئ .
يقول الخبراء ان الطائرة تشق طريقها فى الأجواء مرورا بكتل هوائية مختلفة الكثافة وبسرعة تصل أحيانا إلى الف كيلومتر فى الساعة ويكون الهواء إما ساكناً أو متحركاً ب « انسيابية » ودرجة الحرارة شبه ثابتة وتتغير مع تغير الارتفاع وهنا لا تحدث مطبات هوائية .
ولكن اذا حدثت «اضطرابات » فى الكتلة الهوائية التى تمر بها الطائرة كأن تلتقى كتلة هواء باردة بأخرى ساخنة مما يؤدى الى تغير درجات الحرارة وبالتالى تتغير كثافة الهواء الذى تمر من خلاله الطائرة هنا تحدث المطبات الهوائية وقد تتسبب في اهتزاز شديد فى جسم الطائرة نتيجة اختراقها كتلة هوائية «مضطربة « وربط حزام المقعد يقلل خطورتها .
وهناك الكثير من العوامل التى تتسبب فى اضطراب وعدم انسيابية الهواء وبالتالى حدوث المطبات الهوائية كما يشير الخبراء الى أنه مثل السحب الركامية والرعدية والتيارات الهوائية شديدة السرعة والتيارات الحلزونية والتي تنتج بسبب محركات الطائرات النفاثة والمقصات الهوائية التى تحدث نتيجة اختلاف سرعة الريح أو اتجاهها كما ان اصطدام الكتل الهوائية الباردة بالكتل الحارة والتى تحدث على ارتفاعات متفاوتة كل ذلك يؤدى لاضطراب الهواء.