عكست الأجواء الودية التى عقدت فى ظلها القمة المصرية الصينية أمس بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والزعيم الصينى ش جينبينج عمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية الدافئة بين البلدين. وكذلك الرغبة المشتركة من جانب الزعيمين، والشعبين فى المزيد من التعاون المشترك فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. ولم يخف الرئيس الصينى سعادته بمشاركة الرئيس السيسى والوفد المصرى فى احتفالات بلاده بالذكرى ال 70 لانتصاراتها وأشاد بمشاركة القوات المسلحة المصرية فى العرض العسكرى بهذه المناسبة الوطنية المهمة التى يعتز بها كل مواطن صينى حيث تمثل رمزا لانتصار بلادهم على الاحتلال اليابانى ورحيله عن الصين بعد سنوات طويلة. وقد نجح الزعيمان السيسى وجينبينج فى تأسيس علاقات شخصية دافئة لخدمة شعبيهما وبلديهما، فقد زار الرئيس السيسى الصين فى ديسمبر الماضى والتقى الرئيس شى جينبينج فى بكين أيضا، ومن المتوقع أن يقوم الرئيس الصينى بزيارة مهمة إلى مصر فى نهاية العام الحالي، من المرجح أن تشهد توقيع عدد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية المهمة. وفى العام المقبل، سوف تحتفل مصر والصين بالذكرى ال 60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اللذين يتمتعان بحضارتين عريقتين، ومن المتوقع أن يتم اعلان عام 2016 «عاما ثقافيا» بين مصر والصين ويشهد أنشطة ثقافية وتبادلا للزيارات بصورة مكثفة هدفها تعرف الشعبين على ثقافة الآخر، وتعميق أواصر العلاقات على المستويين الشعبى والفكري. ومن هنا، فإن علاقة مصر بالصين ليست مجرد علاقة «مصالح» متبادلة وإنما هى أعمق من ذلك بكثير، فالشعبان يتمتعان بحضارة عريقة والمشتركات بينهما أكبر بكثير من أوجه الخلاف إن وجدت، ثم إن تجربة الصين فى التقدم والازدهار بها من الدروس التى يتعين على مصر أن تتعلم منها وتنهل من نهر الحكمة الصينية. لمزيد من مقالات رأى الاهرام