عذاب ومعاناة .... هذا هو الوصف الأبسط والأدق لحجم الأزمة التي يعانيها المواطنون لتسجيل المواليد عامة والحصول علي تموين شهر أغسطس خاصة والمرهون بمراجعة البطاقات حيث لا يسمح لأي مواطن بصرف تموين الشهر الذي أوشك على الرحيل الا بعد مراجعة بياناته وإضافة المواليد إن وجدت. هذا ليس كل شيء بل الأكثر من ذلك عذاب البحث واستخراج شهادات ميلاد كمبيوتر لأن التكدس والزحام في مكاتب مصلحة الاحوال المدنية رحلة عذاب ثانية حيث تكتظ بالمواطنين لاستخراجها لأنها أهم الاوراق المطلوبة لإضافة المواليد علي البطاقات التموينية. الغريب أن هناك كثيرين تقدموا لإضافة المواليد الخاصة بهم ولم تظهر تلك الاضافات على البطاقات التموينية الذكية رغم مرور عدة اشهر على تقدمهم بتلك الاوراق وهناك من تقدم هذا الشهر ونزلت الاسماء الخاصة به على البطاقة بل والاغرب ان هناك اخرين تقدما معا وخرجت لأحدهما ولم تخرج للآخر. الاكثر من ذلك ان استمارة اضافة المواليد والتى من المفترض انها توزع مجانا تباع امام مكاتب التموين بخمسة جنيهات للمواطن البسيط وكأنها مصدر رزق للتاجر على حد قول المواطنين ، بل إن بعض الأشخاص استغلوا الموقف فأحضروا طاولة وجلسوا على كرسى أمام مكتب التموين لملء البيانات للمواطنين بمقابل مادى وكأنهم عرضحالجية . بداية تؤكد سيدة محمد - ربة منزل انها تقدمت لاضافة صغارها منذ 5 شهور وحتى الآن لم تظهر المواليد على البطاقة، فى حين ان جارتها تقدمت الشهر الماضى فقط وهى الآن تصرف التموين لابنائها وكلما تذهب للشكوى الى مكتب التموين يصرخون فى وجهها بتحد ويقولون «اشتكينا للوزير». أما محمد طاهر فهو يعانى الأمرين حيث جلس 6 ساعات أمس يتجرع حرارة الشمس لاستخراج شهادات ميلاد كمبيوتر لابنائه لانهم لن يصرفوا له تموين شهر أغسطس الا بعد مراجعة البيانات وتقديم ملف الاضافة ولم يبق فى الشهر سوى اسبوع واحد وذهب مساء أمس ليقف 5 ساعات اخرى امام الكاتب الذى يجلس على مكتب امام محل التموين لاستكمال الاستمارة ويحصل على 5 جنيهات مقابل ملء الاستمارة ولا ندرى لماذا يأخذ الخمسة جنيهات رغم ان التموين اكد ان الاستمارة توزع مجانا ومن لا يدفع لا يتم استلام استمارته وتخيل مثلا ان البقال الذى يتعامل مع 2000 بطاقة سيحصل على 10 الاف جنيه من جراء هذا واذا كنت انا املك ال 5 جنيهات فهناك غيرى لا يملكها وما اكثرهم . وتقول عناية محمود ربة منزل انها جاءت من السادسة صباحا تنتظر البقال التموينى لتأخذ دورها ولم تعد الا فى الرابعة عصرا بعد ان وجدت نفسها اخر من وصل الى البقال رغم انها ذهبت له مبكرا وبعد ان وصلت اليه وجدت نفسها مضطرة لشراء الاستمارة بخمسة جنيهات وليس لديها هذا المبلغ حيث انها لم تتوافر لها ال5 جنيهات وعندما اعترضت نهرها البقال وستضطر للعودة الى الطابور فى اليوم الثانى. وتشير احلام محروس إلى مشكلة تسبب فيها التحديث دون قصد منها قائلة إن لديها 5 افراد للخبز وتحصل على مستحقات 3 افراد تموين فى نفس البطاقة وعندما زادت المواليد الى 5 رفعوا حصتها فى الخبز الى 7 أفراد، وعندما طلبت تصحيح الخطأ لم تجد من يستجيب لها تحت ضغط العمل ، وقالت إنها تخشى المساءلة بعد ذلك لأنها تصرف الخبز والتموين لسبعة افراد . اما علاء سعد - موظف فاضطر للتغيب عن عمله لمدة يومين للتقديم لشهادات الميلاد واليوم الثانى لذات الطابور لاستلامها والتقدم للتموين وعندما قام بتسجيلهم وسأل عن مدة الانتظار لصرف الحصة الجديدة وجد زملاءه متقدمين من اكثر من شهرين ولم تتم إضافة الاسماء على البطاقات وعندما ذهبوا يشكون التموين قال ان هناك اكثر من 40 الف مواطن يقوم موظف واحد بالتسجيل لهم فمن أين له ان ينهى كل شيء وحده ودون اخطاء لأن هناك من أضيف له طفل دون الاخر وهناك من لم يضف له احد. بينما يقول الحاج عبد الشافى احد البقالين التموينيين ان هناك كارثة سببتها لنا اضافة المواليد وهى ان المحل لدى مثلا مربوط له 145 الف جنيه وجاء لى مواطنون بما يزيد على 200 الف جنيه وهنا يرفضون فى التموين ان يعطونا الفارق ، ويقولون لماذا اخرجت اكثر من المربوط لك ؟ ونحن ننفذ تعليمات التموين .. فاذا كانوا يفرضون علينا مبلغا معينا لماذا يتركون المواطنين يصرفون من اى بقال تموينى ولا يحددون عدد مواطنين معين لكل بقال كما سبق؟ اما بالنسبة لاضافة المواليد فمن يظهر على البطاقة فأقوم بالصرف له فورا ولكننا نواجه يوميا مشاكل مع المواطنين الذين لم تظهر مواليدهم حتى الآن ونحن لسنا أصحاب المشكلة فنحن ننفذ الموجود فى البطاقة حيث نعمل فى اضافة المواليد منذ 8 شهور تقريبا . واشار على محمد بقال تموينى إلى ان هناك عدة بطاقات جاءت له بزيادة مولودين مثلا فى التموين وتتم اضافتهم مرة اخرى على الخبز رغم انهم سبق اضافتهم للخبز وهذا طبعا خطأ ادخال بيانات حيث يتم التسجيل مرتين و فترة السماح لاضافة المواليد لدينا 3 شهور ولكن فترة السماح لن تحل ازمة الزحام لان التعليمات هى اننا لن نصرف شهر 8 الا بعد المراجعة واضافة المواليد، اما عن ال 5 جنيهات ثمن الاستمارة فاكد ان معظم روادنا ممن لا يجيدون القراءة والكتابة لذلك وفر كل بقال كاتب تموينى امام المحل لملء الاستمارة مقابل ال 5 جنيهات فهو ثمن كتابة الاوراق ولا نفرض على من يقوم بتصويرها و«ملاها» بنفسه ان يدفع ال 5 جنيهات. واشار الى ان هناك ما يقرب من 34 الف مواطن فى دائرة التموين التابع لها يقوم بالتسجيل لهم موظف واحد لذلك يحدث تأخير، والاخطاء امر وارد جدا. وقد اشتكت أميرة على احمد من التدافع والتزاحم وعدم وجود شباك خاص بالسيدات واضاف محمد نصر انه تواجد أكثر من خمس ساعات لاستخراج بطاقة التموين الخاصة به وهذا ما اكدته السيدة حنان محمود واوضحت غضبها قائلة « حسبى الله ونعم الوكيل».