اختفت برامج الأطفال المصرية ما بين المسلسلات والأعمال الدرامية، وعدم وجود إنتاج جديد، وإغفال القائمين على القنوات الرسمية والخاصة أهميتها في تربية النشء وغرس القيم والعادات والتقاليد النبيلة لديهم، ومواجهة الأفكار التي يراد بثها في نفوس أطفالنا عبر البرامج الغربية. فبرامج الأطفال التي تربى عليها جيل كامل مثل البرنامج الإذاعي "أبلة فضيلة" والبرامج التليفزيونية "عالم كبير كبير" و"سينما الأطفال" و«المسرح الصغير» وغيرها لم يعد لها وجود على شاشات التليفزيون، مما دفعنا للتعرف على آراء عدد من المتخصصين في مجال إعلام الطفل عن الأسباب التي أدت إلى اختفاء برامج الأطفال. أوضح كاتب الأطفال أحمد زحام أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم وجود إنتاج جديد لبرامج الأطفال، مؤكدا أن إصلاح الوطن وتغيره يأتي عن طريق الاهتمام بثقافة الطفل من خلال مصادر موثوق فيها، تترك ذكرى وقدوة للأطفال مثال برامج "سينما الأطفال"، وبرنامج "بقلظ" لنجوى ابراهيم الذي له ذكرى حتى وقتنا هذا. وشدد على دور مؤسسات الدولة في التعامل مع برامج الاطفال وإنتاج برامج مسموعة ومرئية، مطالبا الجهات المسئولة بضرورة اختيار مسئولين قادرين على تحمل المسئولية لتذليل العقبات والصعوبات التي يجدها كتاب الأطفال في التعامل مع المؤسسات والكيانات التي تتعامل معنا بمبدأ "تستيف الورق" في الادراج. وحث زحام على ضرورة استثمار الطفل من خلال زرع القيم والمبادئ، عن طريق عودة البرامج بشكل مكثف ومشاركة الأطفال بها. عفاف الهلاوى مدير عام الاطفال بالقناة الثانية سابقا عبرت عن حزنها لعدم وجود برامج للأطفال، وأن خرائط برامج القنوات الحكومية أو الخاصة لا تضع في حساباتها إنتاج برنامج للأطفال، متسائلة هل عدم وجود برامج للأطفال يرجع إلى عدم وجود كتاب أطفال أم ماذا؟ ولفتت الانتباه إلى أن تسعينيات القرن الماضي كانت توجد إدارات بالتلفزيون مختصة بالطفل، ومخرجون يبدعون له أمثال مجيدة نجم، ومحمد رجائي، وانعام محمد على، منوهة إلى أن التليفزيون كان يقدم ثلاثة برامج للأطفال أسبوعيا، إضافة إلى مسلسل كرتوني. وطالبت الجهات المعنية باتحاد الإذاعة والتليفزيون بضرورة عودة برامج الأطفال مرة أخرى. وأبدت ماجدة عاصم مدير عام الادارة المركزية للأطفال بالقناة الاولى سابقا أسفها للحالة التي وصلت إليها برامج الأطفال، وعدم وجود برامج وافكار جديدة تهتم بهم، وكذلك عدم وجود إدارة أو مسئول عن تطور برامج الأطفال ومذيعات تجيد التعامل معهم. وتساءلت لماذا لا نحاول الاستفادة من ذوى الخبرة في مجال الاطفال؟، وقالت" كنا خلال فترة تقديم برامج الأطفال نعمل على إظهار الإيجابيات للأطفال، والوصول إلى عالم الطفل من سن 5 سنوات الى 15 سنة. وأعربت عن أملها في عودة برامج الأطفال بمستوى عالي ورؤية متطورة، وإقرار ميزانية تساعد على ظهور العمل بشكل مبهر يواكب التطور الذي وصل إليه أطفال اليوم حتى نستطيع تجميعهم حول هذه البرامج مثل زمان. بينما أكد المخرج سمير سالم رئيس القناة الأولى ومخرج برامج الأطفال الشهير «المسرح الصغير» أن برامج الأطفال حاليا ينقصها الكتابة بحرفية وبراعة فقد كان يكتب لنا المسرح الصغير أحمد سويلم ومصطفى عبد الرحمن وعبد السلام أمين وغيرهم من الشعراء والكتاب الكبار، فلم يبخل كاتب ولا شاعر ولا مخرج بعمل للأطفال، بل كان هناك اهتمام شديد بأعمالهم، ولذلك فينقصنا الكتابة المميزة لأعمال الأطفال والتخصص والإمكانيات المناسبة لخروج عمل مميز للأطفال، فهناك عناصر لابد من توافرها لعمل الطفل ليخرج ناجحا ونفتقد أغلبها الآن.