ما بين تجاهل ما كتبه ، والرد الهادئ بالمعلومة ، ترددت . ثم حسمت امرى ، لما استشعرت أن المسالة تتجاوز لديه حيز وجهة النظر، الى نوع من التشويش المقصود، هذا مع منتهى حسن النيات، والنيات لا يعلمها الا الله . ولما كان الامر، حتى فى ظاهره، لا يخلو من مارب، عندما يتم اختيار نقطة بعينها ، فى توقيت بعينه، كى تقذف بحجر ، او تلقى كما يقولون «كرسى فى الكلوب»، فقد قررت التوقف عند ما كتبه «السيد الممنوح» من هارفارد، نادر بكار عن رؤيته لفرح الناس، بتحليق طائرات «الرافال» فى سماء مصر ، وكيف وجد فى ذلك بحسب كلماته «تدليسا»، و«احتفاء بالوهمي»، من شعب مسكين كادح، ليل نهار، التمس هو له العذر (كتر خيره) بعدما أقنعته برامج التوك شو بضخامة انجاز حصول مصر على الطائرة الفرنسية «رافال» ، مع ان هذا تدليس وكذب و نوع من اختلاق الانتصارات الوهمية على طريقة ابو زيد (قاصدا ابوزيد الهلالى الذى لم يستكمل اسمه). السيد الممنوح من هارفارد ، يضع احتفاء المصريين بكسر الحصار الامريكى على حصول مصر على اول طائرة تحقق السيادة الجوية ، فى اطار الانصارات الوهمية واختلاق القصص والعناوين البراقة وباختصار «الكذب « الذى يضعه مقابلا لما يسميه « ثفافة الانجاز» « واضعا اياه فى نفس سياق ( محاولات صبغ بعضنا البعض بما يراه) . اعبر السطر الاخير وما يحمله يعقوب فى نفسه ، وأستخدم حقى كواحدة من الشعب لاوضح «للسيد الممنوح» لماذا فرح المصريون بمغزى الحصول على الطائرة «رافال»، لعل الامر اختلط عليه ، مصر ولاول مرة منذ نوفمبر 73، تتنوع فى مصادر التسليح وتكسر القرار السياسى بالاعتماد على امريكا وحدها ، كمصدر وحيد للتزود بالسلاح، وتحصل على طائرة، طويلة الزراع، . قادرة على مجابهة الاخطار فى مكامنها. الطائرة التى تعد الاولى وتمكنت مصر من الفوز بها ( بعد ان عدنا للانترنت عملا بنصيحة «السيد الممنوح»)، طائرة سيادة جوية، لا يمكن لفرنسا ان تبيعها الا لقوات جوية ذات قدرة وعلم, تعكس مهارة وتمكنا، وقد وصلت الى الوطن بقيادة طيارين مصريين ، يعنى ولاد طنطا واشمون و سمالوط وادفو والمنصورة وابنوب و جهينة وميت غمر ، « ولاد الشعب المسكين حسب وصف السى بكار «، لا يتجارون اليوم فى الوهم ، بل هم منتمون الى قوات جوية تبنى نفسها بكد وعلم ، وتدفع ثمن التدريب القاسى ، بشهداء يتساقطون حتى فى التدريب ، وكفاءتهم ليست محل جدل عقيم ، فلما الشعب يشوف فى سما وطنه طائرة ذات سيادة جوية ، يقودها ولاده، لابد ان يفرح, يفرح باولاده وبالقيادة التى فى ذروة حصار الغرب لها سياسيا ، بعد قراره بمساندة الفاشية الدينية ، تمكنت من كسر الطوق الامريكى الغربى، واستطاعت ان تخترق الحصار وتنفذ وتحصل على سلاح بعيد المدى يؤمن لها الحدود . الطائرة «رافال» وان كنت انا من غير المتخصصين عسكريا، «رسالة»، «انجاز عسكرى وسياسى» اذا كان «السيد الممنوح» لا يدرك، او لا يريد ان يدرك، المعنى «من وصول رافال الى الوطن، انعش ذاكرته بالموقف من بعد 6/03، «والدلالة» من حصول مصر على «الرافال» .الرسالة التى قاومها الغرب ورفضه استخلاصها من الخروج المصرى العظيم لرفض الفاشية الدينية ، وفضح القوى الانتهازية المتمسحة بالدين بكافة اطيافها لما تنجح القيادة المصرية فى اختراق الطوق الغربى، الامريكى الاوروبى، وتحصل على طائرة سيادة جوية ، تحقق اهدافها فى اختراق دفاعات العدو فى دائرة 1800 كم الى 2000كم وبمدى اربعة الاف كم دون تزود بالوقود، طائرة هى الطائرة الاولى فى العالم لثلاثين عاما قادمة على الاقل, فتخرج مصر من اسر وتحكم الامريكان، ومساومتهم ورفضهم بيعها ال إف 15 وغيره, و محاولات الحد والاضعاف لصالح رؤية مصالحهم فى مساندة المشروع الفاشى الدينى، لما يحدث ذلك ويدركه ابناء الوطن ، يكون ذلك من وجهة نظر «السيد الممنوح» احتفاء بالكذب وتدليسا ؟! لن اخوض فى النيات ولكن اتكلم عن الظاهر من المعانى ، و فقط اعود للبديهى من التعريفات . التدليس «هو ترويج للزائف واخفاء للحقيقى»، فما هو الزائف فيما راه السيد بكار؟! هل فى مواصفات «الرافال»، او فى امكانات القوات الجوية المصرية، على توظيفها، او فى قدرة القيادة السياسية المصرية على كسر حصار امريكا لمصر، وفتح تعاون استراتيجى مع دوله كفرنسا، لها علاقاتها المتينه مع امريكا وايضا لها نوازعها الاستقلالية منذ ديجول ؟ السيد الممنوح ، عاير مصر انها لم تنتج هى الطائرة، والحقيقة ان المفروض لواحد ، ممنوح من هارفارد ، ويعمل بالعمل العام ، ان يقوم بواجبه، ويعمل « الهوم ورك بتاعه» وان يملك العتبة المعرفية التى تمكنه من الالمام بخريطة انتاج السلاح فى العالمويطلعنا كم دوله بالضبط تنتج هذا المستوى ، وان يفسر لنا لماذا لم يعاير الهند ، وهى التى لها ما لها من قدرات انتاجية وعسكرية، مع انها حصلت -بعد مصر- على سته وثلاثين طائرة رافال ؟!( وبالمناسبة مصر انتجت نفاثة تدريب متقدمة هى k 8 وانتجت الطائرة جمهورية وانتجت النفاثة ذات الجناح دلتا عام 1965 ، ولم يوقفها الا 67 ) السخرية من فرح المصريين بتحليق الرافال, ليس فقط انكارا لما هو معلوم بالضرورة من قيمة ومعنى حصول مصر على الرافال ، انما هو ايضا، «ركاكة فى التصيد»، حاجة من الحاجات اللى فى نفس «يعقوب» و غير قادر على كتمانها ! يستكثر «السيد الممنوح» من هارفارد فرح المصريين بقواتهم الجوية وبالجيش، طيب وباالله عليك اسأل عن خروج الامركان يوم «التذكر» او الميموريال داى ، وتقبيلهم جنودهم فى الشوارع فى 4 يوليو وتحليق الطائرات فى افتتاح دورى الكرة! اما التدليس والمراوغة ، والزيف ، والشعارات، وحكايات ابو زيد، فبعد تجربه الفاشية الدينية، الظاهر منها والخفى، الذى رحل والكامن المتلحف بالكمون، فالناس يعرفون من اين تاتيهم الآن، بعد تجربة دفعوا ثمنها من حيواتهم ، وما هى القوى الانتهازية التى تغير من نفسها كل لحظة لاجل مآرب لاتضع مصر فى المقام الأول، والسخرية وادعاء الحكمة، وانكار الحقائق الاولى، لا تفصم عرى شعب وجيش هما لحمة واحدة . والمصريون فرحون بوعى وادراك مرتين ، مرة لانهم كشفوا المتمسحين فى « الدينين» ، الاسلام والغرب و انقذوا وطنهم من الفاشية الدينية ، ومرة لانهم كسروا الرغبة الامريكية فى تركيعهم : وحصلوا على « الرافال».. وحورس يحلق فوق قناة السويس الجديدة : وهو «انجاز»، وان كره «الممنوحون» !! لمزيد من مقالات ماجدة الجندى