أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن الجيش الأمريكى نفذ أول طلعات لطائرات مسلحة فوق سوريا انطلاقا من تركيا. وقال الكابتن جيف ديفيز متحدثا باسم البنتاجون - فى تصريحات نقلتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على موقعها الإليكترونى أمس- إن"المسئولين العسكريين أطلقوا طائرات مسلحة بدون طيار من قاعدة إنجرليك الجوية فى جنوبتركيا مطلع هذا الأسبوع". وأضاف ديفيز"فى هذه المرحلة، لم يتم تنفيذ ضربات فعلية، لكنهم بدأوا تنفيذ طلعات جوية مسلحة"، مشيرا إلى أن الطيارين الأمريكيين سيبدأون الطلعات المسلحة فى سماء سوريا أيضا انطلاقا من هذه القاعدة. ونقلت الصحيفة عن مسئول عسكرى أمريكى تحدث شريطة عدم ذكر أسمه إن"الطلعات الجوية الجديدة من إنجرليك، والتى لا تبعد كثيرا عن شمال غرب سوريا، ستزيد من الوقت الذى يمكن أن تقضيه الطائرات الأمريكية فى المجال الجوى السورى لجمع المعلومات المخابراتية أو إسقاط الذخائر". وفى غضون هذا، نقلت مصادر إعلامية تركية عن مراقبين مخاوفهم من زيادة معدلات العنف بالبلاد فى ضوء استمرار العلمليات العسكرية التى يشنها الجيش التركى بشمالى سوريا والعراق بشكل خاص وتساءلت صحيفة "جمهوريت" عن السبب وراء تصاعد وتيرة الإرهاب بالتزامن مع ما يحدث بجنوب شرق الأناضول؟. ومضت الصحيفة متسائلة لماذا دخلت تركيا فجأة فى حرب على جبهتين: الأولى ضد تنظيم داعش بعد أن التزمت الصمت وعدم الاشتراك مع قوات التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدة. والثانية عبر شن حرب ضد المنظمة الانفصالية بعد أن كانت مستمرة بمفاوضاتها مع الأكراد فى إطار مسيرة السلام الداخلى لتسوية القضية. ولفتت الصحيفة إلى أن شن الحرب على جبهتين جاء بعد فوز حزب الشعوب الديمقراطية الكردى بالانتخابات البرلمانية العامة التى جرت فى 7يونيو الماضى وزيادة قوته السياسية بشكل جدى بعد حصوله على 80 مقعدا فى البرلمان. وأكدت أن نتائج الانتخابات البرلمانية أثرت سلبا على حسابات رئيس الجمهورية طيب إردوغان وحزبه العدالة والتنمية. وفى سلسلة جديدة من الهجمات المنسوبة لعناصر حزب العمال الكردستانى، لقى ثلاثة جنود أتراك مصرعهم وأصيب خمسة آخرون فى انفجار لغم أثناء مرور حافلة كانوا يستقلونها على الطريق البرى بين مدينة شيرناق وبلدة بلفران جنوب شرق الأناضول. كما وقع انفجار كبير فى خط أنبوب للغاز الطبيعى "باكو- تفليس- قارص" بقرية صارى من باكو العاصمة الأذربيجانية . جاء هذا فى الوقت الذى تمكنت فيه فرق أمنية من ابطال مفعول أسطوانة غاز معبئة ب5كيلوجرام من المتفجرات "تي. إن. تي" وضعت بالقرب من خط الغاز الطبيعى القادم من إيران فى ضواحى بلدة أغري. وفى الوقت نفسه، ذكرت مصادر إعلامية أن عناصر من المتمردين الأكراد أحرقوا شاحنتين وسط الطريق البرى الذى يربط بلدة نصيبين بمحافظة ماردين بالجنوب الشرقي. وأدى الحريق إلى وقوع أضرار مادية كبيرة بالشاحنتين، فيما تمكن الانفصاليين من الهروب. وفى سياق متصل، شنت وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن اسطنبول عمليات ومداهمات شملت أحياء سلطان غازى وغازى عثمان باشا وباغجلر وسط المدينة. وقالت شبكة "سي. إن. إن. تورك" أنه تم إعتقال عدد كبير من أعضاء جبهة التحرير الشعبية الثورية اليسارية المحظورة دون ذكر العدد ولا تزال التحقيقات جارية معهم، كما تمت مصادرة عدد كبير من المنشورات المحظورة وثلاثة أجهزة كمبيوتر ووحدات تخزين بيانات مختلفة. وفى أول رد فعل من جانبه، قال الرئيس التركى رجب طيب إردوغان أن منظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية خدعت الحكومة وصدقها حزب العدالة والتنمية الحاكم حينما زعمت فى عام 2013 ترك السلاح، إلا أنها عادت لشن عملياتها الإرهابية. وفى بروكسل، أعرب الاتحاد الاوروبى عن "قلقه الشديد" حيال أعمال العنف بين الجيش التركى وانفصاليى حزب العمال، داعيا أنقرة إلى رد "متكافئ" لا يهدد الحوار السياسى الديمقراطى فى البلاد. وقال يوهانس هان المفوض الأوروبى لشئون توسيع الاتحاد خلال لقاء مع فولكان بوزكير الوزير التركى للشئون الأوروبية إن "الاتحاد الأوروبى يعترف بحق تركيا فى منع أى شكل من أشكال الإرهاب الذى يستوجب الإدانة بدون لبس والرد عليه، إلا أن الرد يجب أن يكون متكافئا ومحدد الهدف ويجب ألا يشكل فى أى من الأحوال خطرا على الحوار السياسى الديمقراطى فى البلاد".