الحرب التي تهدأ ثم تقوم في الأرض المقدسة التي بارك الله فيها للعالمين أرض فلسطين مسرى رسولنا الأمين صلى الله عليه وسلم، حربٌ لها جذورٌ تاريخية، يحاول أذنابُ الاستعمار وعملاءُ الصهاينة المرتزقون أن يغيروا معالمها ويجعلوا رجال المقاومة من أهل فلسطين هم المخطئين، فلا جدال في أن هؤلاء المقاتلين البواسل يجاهدون جهادًا شرعيًّا دفاعًا عن أرضهم وعرضهم ودينهم. إن ما قام به قطعان المستوطنين من الصهاينة من خراف إسرائيل الضالة -كما سماهم السيد المسيح عليه السلام- من حرق للطفل الرضيع "علي الدوابشة" بمدينة نابلس والاعتداء على أسرته وإصابة الكثير منهم، ودخلوهم المسجد الأقصى وتدنيسهم إياها وإطلاق الرصاص في جنباته لأول مرة -هذا هو الإرهاب الحقيقي، وليت القوى الدولية التي تنبري لحرب الإرهاب لتتخذه ذريعة لتمزيق بلاد العرب والمسلمين واللعب على وتر الطائفية والمذهبية، ليتها - إن كانت حقًّا صادقة في دعواها - تتحرك لنصرة أسرة هذا الرضيع الذي قضى حتفه حرقًا بأبشع الجرائم الإنسانية على أيدي أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود، كما أخبرنا القرآن. إن تاريخ اليهود -مع العرب بالذات- يشهد بمدى فسادهم وإفسادهم في الأرض، فهم يستبيحون مع العرب ما يحرمونه في دينهم، فالزنا حلال مع العرب حرام مع اليهود، والربا حلال مع العرب حرام مع اليهود.... إلخ، وقد أخبرنا القرآن عنهم فقال ربنا سبحانه: {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل}، فتجد شخصية العربي في الأدب اليهودي مهانة، حيث إنهم يصورون العربي في رواياتهم على أنه شخص تافه لا يفهم شيئًا، ولا قيمة له. وما يحدث اليوم في أرض فلسطين نرى فيه كل تبجح وإجرام، وعدم احترام للمواثيق الدولية، وعدم مراعاة لحقوق الإنسان بأي حال من الأحوال، إسرائيل تلك النبتة الخبيثة التي زرعها الاستعمار الأوروبي في قلب بلاد العرب والمسلمين (فلسطين)، ها هي تتبجّح وتنتهك الحرمات، وتلقي بالتهمة على من يدافعون عن أرضهم وعرضهم ووطنهم!! وليت ملوك وزعماء العرب يسترجعون تاريخهم وكيف انتصروا عندما وقفوا صفًّا واحدًا، ليتهم ينتبهون قبل فوات الأوان، فالقوى الاستعمارية التي تساند ربيبتها الخبيثة إسرائيل تنشر الفرقة والخلاف والشقاق بين الدول العربية والمسلمة كي تفرقهم، فليتهم ينتبهون ويعلمون جيدًا أن يد الله مع الجماعة وأن الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية منها، بل على الأقل لا يحرمون إخوانهم الفلسطينيين من تقديم المساعدة لهم والعون من الغذاء والدواء والوقوف بجوارهم في أزمتهم حتى يخرجوا منها بعون الله تعالى. ولكنا للأسف لم نسمع من يرفض أو يعترض من زعماء العرب والمسلمين، وكان حرق الرضيع أمر جائز لا حرج فيه، بل وجدنا الرئيس الفلسطيني أبو مازن يرسل من يبلغ المحكمة الدولية الجنائية!! أي محكمة تخاطبُ يا سيدي؟؟! هذه ليست لنصرة العرب والمسلمين هذه أنشئت لجر أرجل العرب إلى متاهات لا يعلم عقباها إلا الله، نقول لك: يا شاكي الهم لأصحابه ** قد شكوتَ البغي للباغية لمزيد من مقالات د . جمال عبد الناصر