صدر منذ أيام عن الكنيسة الأرثوذكسية كتاب (رسالة سلام من «أم الدنيا» ل «كل الدنيا» - قناة السويس الجديدة) بمناسبة احتفال المصريين بافتتاح القناة الجديدة وقام بتقديم الكتاب قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وأعده الدكتور إسحاق إبراهيم عجبان - الأمين العام لمعهد الدراسات القبطية والدكتور محمد أبو زيد - رئيس المجلس الوطنى للتدريب والإنماء البشرى وكتب مقدمته الدكتور سامى صبرى شاكر عميد معهد الدراسات القبطية، والدكتور عادل فخرى صادق وكيل معهد الدراسات القبطية. وقال قداسة البابا فى تقديمه للكتاب: تفرح مصر كلها خلال أيام بإنجاز عظيم يصل إلى حد الإعجاز الذى يجب أن نضعه فى برواز نفتخر به أمام العالم كله، ليس فى جيلنا فقط بل وسائر الأجيال القادمة.. افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، كأول مشروع تنموى عملاق افتتح به السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسته لمصر بعد النجاح الساحق الذى حققه فى الانتخابات الرئاسية. هذا المشروع الذى يعيش فى الوجدان المصرى بكل فخر واعتزاز له تاريخ طويل ويعود إلى أيام الفراعنة، ولكن كانت تعترضه صعوبات متنوعة فى كل مرة يفكر فيه أولو الأمر، وفى عام 1847م، تبين ان مستوى سطح الماء فى البحر الأبيض المتوسط متقارب إلى حد بعيد مع سطح الماء فى البحر الأحمر، وعندها وافق الخديوى سعيد على مشروع الحفر فى 5 يناير 1856م ولكن اعترضت انجلترا بشدة على المشروع، تعطل الحفر إلى 22 إبريل 1859م وكان الخديوى قد تعهد بتقديم 25 ألف عامل مصرى يتبادلون كل ثلاثة أشهر.. وعلى مدار عشر سنوات منذ عام 1859 وحتى عام 1869م شارك مليون مواطن مصرى فى حفر القناة بوسائل بدائية جداً فى همة عالية، واستشهد منهم ما يزيد على مائة الف مصرى (وكان تعداد مصر وقتها 4 ملايين نسمة). لقد سالت دماء المصريين فى مجرى القناة قبل أن تنساب فيها المياه... حتى جاء يوم 17 نوفمبر عام 1869م حيث تم افتتاح القناة فى عهد الخديوى إسماعيل فى حفل اسطورى شهدته الملكة أوجينى ملكة فرنسا. وعادت القناة مرة أخرى إلى الاهتمام العالمى عندما أممها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى يوليو عام 1956م لتكون شركة مساهمة مصرية خالصة فى قرار تاريخى عظيم.. وفى يونيو 1975م ، أعاد الرئيس الراحل أنور السادات افتتاحها بعد توقف دام حوالى تسع سنوات. ومن المؤكد - حسب مقدمة البابا تواضروس - أن هذا الإنجاز الجديد سوف يضيف عائداً اقتصاديا وتنموياً واجتماعيا وأيضاً إنسانيا ونفسياً. ولا ننسى أن هذا المشروع القومى مصرى خالص بالتمام، حيث قام المصريون بتمويله بالكامل بقيمة تفوق 64 مليار جنيه فى ثمانية أيام فقط مما يدعو إلى الدهشة والافتخار بعظمة المصريين التى أذهلت العالم شرقاً وغرباً. ويواصل البابا قائلا : كان يوم الخميس 11/6/2015 يوماً مشهوداً لنا حيث قمنا مع وفد كنسى كبير ضم أساقفة وكهنة وشمامسة وخداما وخادمات بزيارة إلى هذا المشروع القومى حيث استقبلنا الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، وشاهدنا فيلماً وثائقياً عن مراحل تاريخ قناة السويس. وفى ختام زيارتنا تناولنا طعاماً على مائدة كريمة أعدتها هيئة قناة السويس بكرم ضيافة الفريق مميش. واختتم البابا مقدمة الكتاب قائلا: إن الجدية هى عنوان ما شاهدناه سواء فى التخطيط والتحضير أو فى الأداء والتنفيذ أو فى المتابعة والالتزام .. وهذا هو مفتاح النجاح فى أى مشروع.