منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مهام منصبه، ظهر اهتمامه الشديد بعلاقة مصر الخارجية مع الدول الافريقية الشقيقة وخاصة دول حوض النيل والذى يجرى النيل بين أراضيها ويعتبر شريان الحياة الذى تتشارك فيه دول الحوض منذ آلاف السنين. وكانت الزيارة التى قام بها الدكتور محمد روكارا مستشار الرئيس البوروندى إلى مصر فى شهر مارس الماضى ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسى خطوة مهمة فى طريق تعزيز العلاقات الطيبة القائمة بين البلدين، حيث أكد روكارا أن بوروندى تساند مصر فى جميع القضايا المهمة التى تواجهها القارة الأفريقية، كما أكد كذلك أن الزيارة التى من المنتظر أن يقوم بها الرئيس السيسى لدول حوض النيل ستقضى نهائيا على أى نقاط خلاف بين مصر ودول الحوض، مشيرا إلى أن الأفارقة ما زالوا يتذكرون الدور المصرى المهم فى استقلال بلادهم، كما أشار إلى أن زيارة الرئيس السيسى ستفتح آفاقا جديدة للتعاون والتكامل بين مصر ودول حوض النيل، وهو نفس ما أكده الرئيس فى لقائه مع روكارا أنه لابد أن يكون هناك تكامل استراتيجى بين مصر ودول حوض النيل. وكان السيسى قد أكد حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع بوروندى فى إطار انفتاح مصر على افريقيا، من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين، حيث لم تبخل مصر على شقيقتها بوروندى بأى خبرات فى المجالات التى تحتاجها، مثل الكهرباء والتشييد والبناء، وهو نفس ما أكده رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب خلال لقائه مع نائب الرئيس البوروندى خلال قمة الكوميسا التى عقدت فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث أكد خلال مؤتمر صحفى استعداد مصر تقديم خبراتها فى المجالات التى تحتاجها بوروندى. من جانبه أكد نائب الرئيس البوروندى أن بلاده لديها برامج طموحة فى أكثر من مجال ومنها البنية الأساسية، وهو ما يحتاجون فيه إلى الخبرات والشركات المصرية العاملة فى هذا المجال، بالإضافة إلى إعداد دراسات فنية فى مجال الكهرباء وتدريب كوادر بأيد مصرية. وتعد مصر أول دولة عربية وإسلامية تقيم علاقات دبلوماسية مع بوروندى عقب استقلالها عام 1962، ومنذ ذلك الوقت والعلاقات بين البلدين الشقيقين تتمتع بأواصر قوية ومستمرة، وهى مرحلة متقدمة فى العلاقات المصرية الافريقية بشكل عام ومع بوروندى بشكل خاص. وهذه العلاقات كانت وما زالت تهتم بالمصالح المشتركة وقضايا التنمية وحل المشاكل القائمة، بالنسبة للشعوب الافريقية فى إطار المصالح المتبادلة باعتبار أن مصر جزء من افريقيا. وتعد قوة العلاقة بين مصر وبوروندى جزءا من الانطلاقة الجديدة للسياسة الخارجية المصرية فى القارة السمراء، والتى تمثل عنصرا أساسيا للسياسة الخارجية التى يسير عليها الرئيس السيسى، والتى تمثلت فى زيارات متعددة قام بها لدول القارة، وفى سعية لتجاوز أى خلافات أو مشاكل كانت قائمة مثلما فعل بالنسبة للعلاقات مع إثيوبيا. وكانت الدعوة التى وجهها السيسى للرئيس البوروندى لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة الخميس المقبل ونقلها إبراهيم محلب لنائب الرئيس البوروندى خلال لقائهما فى أديس أبابا، بمثابة تأكيد على عمق ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين والتى تمتد عبر التاريخ. إن التوجه المصرى الجديد فى السياسة الخارجية الذى يستعيد كافة أبعاد العلاقات التاريخية بين مصر وكل الدول الافريقية يمهد لفتح آفاق جديدة لتنمية وتطوير هذه العلاقات، خاصة دول حوض النيل ومن بينها بوروندى والتى يرجع الاعتراف بها وإقامة علاقات ثنائية معها إلى أكثر من 50 عاما مضت، وهى فترة طويلة ينتظر أن تشهد المزيد من التنمية فى العلاقات فى مختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والإنشائية والتعليمية والاجتماعية والثقافية.