أكد مستشار رئيس بوروندي محمد روكارا، أن هناك أطرافاً «من خارج أفريقيا» تحقد على الدور المصري في القارة، وعلى إمكانياتها وقدراتها البشرية والاقتصادية، مشدداً على أن هذه الأطراف - التي لم يسمها - قامت بإحداث «تشويش» بين مصر ودول حوض النيل فيما يتعلق بمياه النيل. وقال روكارا ل«المصري اليوم» على هامش زيارته الأخيرة للقاهرة، إن بلاده سوف تبذل جهوداً لتقنع بقية دول الحوض ب«توحيد جهودنا ووقف حالة الانقسام، وأن نتفهم موقف أختنا الكبرى مصر وحل المشكلة»، مؤكداً أن هناك اتصالات تقوم بها بوروندي في هذا الصدد حالياً، لكنه رفض الإفصاح عن طبيعة هذه الاتصالات وأين وصلت حتى الآن. ووصف مستشار رئيس بوروندي للشؤون العربية والإسلامية، مصر بأنها «الأم للقارة الأفريقية»، مشيراً إلى أن مصر منذ حصولها على الاستقلال من الاحتلال الإنجليزي في خمسينيات القرن الماضي، وقفت وساندت جميع حركات التحرر في جميع الدول الأفريقية. وقال إن غالبية قادة حركات التحرر في الدول الأفريقية «كانوا هنا في القاهرة مثل سام نيوما وموجابي ولومبومبا»، مضيفاً: «ولذلك على القارة أن تحترم مصر وتقدرها». وأشار إلى الدور الذي يقوم به الرئيس مبارك في دعم القضايا الأفريقية، لافتا إلى أن مصر وقفت إلى جوار بلاده للخروج من مأزق الحرب الأهلية. وأكد روكارا أنه عندما تقوم مصر بمساعدة الدول الأفريقية فهذا حق عليها و«ليس فضلا أو منّة»، وقال: نحن فى بوروندي سوف نقف مع مصر لأن العلاقات بين القاهرة وجميع العواصم الأفريقية علاقات أخوة واحترام متبادل، ولا نريد لأي جهة من خارج القارة أن تأتى وتحقق مكاسب على حساب هذه العلاقات، بل نريد تحقيق التكامل والتعاون بين مصر وجميع الدول الأفريقية. وشدد روكارا على أن موقف بلاده يتمثل في ضرورة حل أية مشكلات بين دول حوض النيل عن طريق الحوار، وقال إن «النيل للتعاون وليس للصراع، وهناك ضرورة للتفكير في مشروعات مشتركة تضم جميع دول الحوض حتى تتحقق التنمية في جميع دول الحوض بلا استثناء». وأشار إلى أن بلاده تطلب من مصر خبراء في مجالات الزراعة والكهرباء والصحة وغيرها من المجالات. وطالب روكارا الإعلام المصري والمراكز الثقافية والتعليمية المصرية، بضرورة توجيه رسائل إلى الأجيال الجديدة في القارة الأفريقية وتعريفهم بحقيقة الدور الذي لعبته مصر في دعم حركات التحرر في جميع الدول الأفريقية. وقال: إن مصر تملك عدداً كبيراً من الوثائق والأفلام الوثائقية، التي توضح الدور الذي لعبته في دعم حركات التحرر في أفريقيا، ويجب عرض هذه الوثائق على الأجيال الجديدة فى أفريقيا، حتى تعلم هذا الدور.
