جاء الاحتفال بتسليم مصر والقوات المسلحة طائرات الرافال من فرنسا تتويجا للفكر الاستراتيجى للقيادة المصرية، فمن قبلها استلمت مصر الفرقاطة فرايم (تحيا مصر)، لتحدث تلك الصفقات مع فرنسا نقلة نوعيه فى الاستراتيجية العسكرية المصرية، فى ظل التهديدات والتحديات الجديدة التى تشهدها منطقة الشرق الاوسط، بل اصبحت مصر هى القوة الحامية للمنطقة العربية فى الوقت الحالي. لقد تخيلت الولاياتالمتحدةالامريكية انها بعد ثورة 30 يونيو قادرة على تركيع مصر بتجميد المعونة العسكرية عنها، وانها لن تسلمنا الطائرات الاباتشي، وباقى قطع الغيار للسلاح حتى يعود التنظيم الارهابى لحكم مصر مرة اخري، الا ان القيادة المصرية الحكيمة استطاعت ان تفتح اسواقا اخرى للسلاح مع كل من روسياوفرنسا، بجانب الدول الاخرى التى تتعاون معها مصر فى هذا المجال لتتراجع الادارة الامريكية عن قراراتها، وتسلم مصر طائرات الاباتشي، ولنشات صواريخ متطورة. لقد ادركت الولاياتالمتحدة والدول الغربية ان مصر وقواتها المسلحة عصية على اى تهديدات، بل لن تقف امام المعونة العسكرية، وستقوم بالتسليح الذى يضمن لها تفوقها وإحداث التوازن فى المنطقة، وان القوات المسلحة لن ترضخ للضغوط لتغيير عقيدتها العسكرية كما كانت ترغب الولاياتالمتحدة من خلال تحالفها مع التنظيم الارهابى الذى كان يحكم البلاد. ان القيادة العسكرية فى مصر، استطاعت منذ ان تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى القيادة العامة للقوات المسلحة فى اغسطس 2012 ان يغير من طبيعة التدريب والتحديث داخل افرع القوات المسلحة المختلفة والانفتاح على مدارس جديدة تواكب التطور التكنولوجى الحديث على المستوى العالمي، واستطاع منذ تلك الفترة وحتى الان ان يقدم الكثير للجيش المصرى ليجعله فى مصاف الدول من خلال ادخال احدث انظمة الدفاع الجوى الروسية الى مصر، بجانب صفقة الطائرات رافال والفرقاطة تحيا مصر، ولم يتوقف الدور عند تحديث المعدات فقط بل الاهتمام بالفرد المقاتل من خلال التدريبات المستمرة فى جميع الجيوش والمناطق واستطاعت القوات المسلحة ان تنفذ اضخم مناورة فى تاريخها(بدر 2014) على جميع المحاور الاستراتيجية، بجانب المشروعات التكتيكية على مستوى الوحدات المختلفة. ولم يتوقف التدريب على الداخل فقط بل انه تم زيادتها بالنسبة للمناورات المشتركة من الدول الشقيقة والصديقة فلأول مرة يتم التدريب مع دولة البحرين بجانب التدريبات مع كل من السعودية والامارات واليونان وفرنسا، بجانب المناورات البحرية مع روسيا، لتثبت القوات المسلحة انها على درجة عالية من الجاهزية وقادرة على تنفيذ المهام فى اى وقت واى مكان، وقد اظهرت القوات المسلحة مدى جاهزيتها بعد شنها غارات على معاقل تنظيم داعش فى ليبيا، وإحداث خسائر كبيرة بالتنظيم، وذلك أخذا بالثأر لذبح 22 مواطنا مصريا، كما شاركت مصر فى عملية عاصفة الحزم ضمن التحالف العربى لإعادة الشرعية الى اليمن. يأتى كل ماسبق فى الوقت الذى تخوض فيه القوات المسلحة ورجالها البواسل معركة على ارض سيناء ضد جماعات الضلال والارهاب التى تحاول ان تنفذ عمليات ارهابية خسيسة ضد الجيش ورجاله البواسل. اذن فالقوات المسلحة بالفكر العسكرى الجديد استطاعت ان تحقق قفزات فى فترة زمنية بسيطة لم تشهدها من قبل لتواكب التطورات والأحداث فى المنطقة وتكون الدرع الواقية ليس لمصر فقط ولكن للمنطقة بأسرها، وتقف بقوة امام التهديدات لتحمى الامن القومى بمفهومه الشامل . محطات مهمة لقد تجسدت علاقة الشعب المصرى بالقيادة السياسة عندماأصدر الرئيس السيسى أوامره المباشرة للقوات المسلحة باسترداد الكرامة الوطنية بتوجيه ضربة عسكرية مركزة ضد عناصر تنظيم داعش الارهابى بالاراضى الليبية بعد فعلتهم الخسيسة واستهدافهم لبعض العاملين المصريين هناك، وبعد نجاح الضربة أصر الرئيس على أن يكون وسط جنوده لمتابعة تأمين الحدود على الاتجاه الاستراتيجى الغربى فقام بزيارة ميدانية لتفقد الحدود الغربية والاطمئنان على سير عمليات تأمين الحدود مع ليبيا . وفى مجال الحفاظ على الأمن القومى المصرى والعربى شاركت القوات المسلحة وبتوجيهات مباشرة من القائد الأعلى للقوات المسلحة بقوات جوية وبحرية ضمن قوات التحالف العربى فى عملية عاصفة الحزم لاستعادة الأمن والاستقرار لليمن الشقيق ولضمان حرية وسلامة الملاحة فى مضيق باب المندب. وفى إطار حرصه الدائم على تثقيف وتوسيع مدارك أبنائه من رجال القوات المسلحة والشرطة يشارك الرئيس فى الندوات التثقيفية التى تنظمها إدارة الشئون المعنوية لمد جسور التواصل مع أبنائه من الضباط والصف والجنود وعرفانا وتقديرا لما قدمه شهداؤنا الأبرار من بطولات وتضحيات يحرص الرئيس دائما على تكريم أسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء لمصر. صفقة الأسلحة الفرنسية شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة مراسم توقيع عقود الصفقة التاريخية والتى بمقتضاها تقوم الحكومة الفرنسية ممثلة فى السيد جان ايف لودران وزير الدفاع الفرنسى مع نظيره المصرى الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى بتدعيم القوات الجوية المصرية ب 24 طائرة من أحدث المقاتلات الفرنسية طراز « رافال « كأول دولة صديقة تحصل على هذه الطائرات بعد فرنسا، وتزويد القوات البحرية بفرقاطة متطورة من طراز «فريم» اللذين يمثلان اضافة قوية للقدرات القتالية للقوات المسلحة المصرية وفقا لأحدث المنظومات وتكنولوجيا التسليح العالمية ودعم قدرتها على تنفيذ مختلف المهام . المناورة الاستراتيجية بدر2014 شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة أحد الانشطة الرئيسية للمناورة الاستراتيجية التعبوية « بدر 2014»، والتى نفذتها تشكيلات من القوات الجوية لتأمين احد الاتجاهات الاستراتيجية واسقاط عناصر من الوحدات الخاصة وابرار وحدات من قوات التدخل السريع للمعاونة فى التصدى للتهديدات المعادية والقضاء عليها، وتنفيذ اعمال قتال جوى لمعاونة احد التشكيلات البرية، بمشاركة اكثر من 250 طائرة من كافة أسلحة الجو من طائرات القتال والهليكوبتر الهجومى وطائرات الامداد والنقل الجوى التى نفذت اكثر من 60 هجمة جوية ، بالتعاون مع عناصر من وحدات المظلات والصاعقة والمنطقة المركزية العسكرية . وحدات التدخل السريع أسس الرئيس عبد الفتاح السيسى قوات التدخل السريع المحمولة جواً ذات التشكيل الخاص، والتى تتسم بالقدرات العالية وطبيعة العمل الخاصة والتى تم تنظيمها وتسليحها وفقاً لأحدث النظم العالمية بما يمكنها من الانتشار والتدخل السريع لتنفيذ كافة المهام والوصول الى مسارح العمليات المختلفة فى اسرع وقت باحترافية عالية وتحت مختلف الظروف ، بما تمتلكه من امكانات نيرانية وقتالية عالية والقدرة على المناورة وخفة الحركة.