رغم قلة التواصل بينهما، أشاد كل من الرئيسين الروسى فلاديمير بوتين، والأمريكى باراك أوباما عبر اتصال هاتفى بنتائج المفاوضات حول البرنامج النووى الإيراني، وذلك فى الوقت الذى كشفت فيه تقارير إخبارية إسرائيلية أمس أن أوباما عرض على رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو الدخول فى مفاوضات مباشرة حول تحسين قدرات الجيش الإسرائيلى الهجومية والدفاعية، وذلك عقب توقيع الاتفاق النووى مع إيران. وذكر بيان الكرملين أن الرئيسين الروسى والأمريكى أكدا عبر اتصال هاتفى أن جهود البحث عن الحل السياسى الدبلوماسى لهذه المسألة كللت بالنجاح بفضل التعاون البناء بين بلدان «السداسية» وإيران والاتحاد الأوروبي. وأوضح الرئيسان أن الاتفاق يستجيب لمصالح المجتمع الدولى ككل، ويساعد على تعزيز نظام منع الانتشار النووى وتخفيف حدة التوتر فى منطقة الشرق الأوسط. وأبدى الرئيسان استعدادهما لمواصلة العمل المشترك لتنفيذ اتفاقات فيينا وتسوية عدد من القضايا الأخرى ومواجهة خطر الإرهاب الدولي. وقال بيان للبيت الأبيض إن أوباما شكر بوتين على «دور روسيا المهم فى التوصل إلى هذا الإنجاز الذى توج نحو 20 شهرا من المفاوضات المكثفة». وأضاف أن «قائدى البلدين التزما بمواصلة التنسيق بينهما بشكل وثيق وعبرا كذلك عن الرغبة فى العمل معا لتخفيف التوترات الإقليمية ولا سيما فى سوريا». وهذه هى المرة الثانية خلال يومين التى يثنى فيها أوباما على دور روسيا فى التوصل إلى اتفاق مع إيران. فى الوقت نفسه، نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مسئول أمريكى بارز قوله إن عرض أوباما على نيتانياهو طرح خلال المكالمة الهاتفية التى جرت بينهما الثلاثاء الماضي، مضيفة أن نيتانياهو لم يرد على هذا الاقتراح. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر أمنى إسرائيلى رفيع أن الأجهزة الأمنية «لن تنهمك بملف المساعدات الأمريكية إلا بعد أن يناقش الكونجرس الاتفاق خلال الشهرين المقبلين». يأتى ذلك فى الوقت الذى يلتقى فيه نيتانياهو خلال ساعات بوزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند الذى يزور إسرائيل «لشرح موقف بلاده من الاتفاق النووى الموقع بين إيران والدول الست الكبرى». وكان هاموند اعتبر أمس أن إسرائيل «لن ترضى بأى اتفاق نووى مع إيران وأنها تريد حالة مواجهة دائمة» ، معربا عن اعتقاده بأن «هذا لا يصب فى مصلحة المنطقة». وعلى صعيد متصل، أعلنت مستشارة الأمن القومى الأمريكى سوزان رايس أن وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر سيسافر إلى السعودية فى إطار جهود إدارة الرئيس باراك أوباما لإقناع الحلفاء المتشككين فى المنطقة بمزايا الاتفاق النووى مع إيران. وستبدأ جولة كارتر الأسبوع القادم وهى واحدة من عدة مبادرات يقوم بها الرئيس باراك أوباما وطاقمه للترويج للاتفاق المثير للجدل فى الداخل والخارج، وستشمل الجولة توقفا فى اسرائيل. وأعطت رايس فى مقابلة أجرتها معها وكالة رويترز دلالة قوية على أنه سيتم شحن بعض من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب الى روسيا فى إطار الاتفاق التاريخى قائلة إن الولاياتالمتحدة لن تكون قلقة من ذلك. وقالت رايس إن الولاياتالمتحدة ستبحث سبل تعزيز تعاونها الأمنى مع إسرائيل التى تعارض الاتفاق بشدة. وسيسافر كارتر إلى إسرائيل فى الأيام القادمة. وكان قد تم الاعلان مسبقا عن زيارته للمملكة العربية السعودية. وتابعت «سيذهب وزير الدفاع كارتر إلى إسرائيل فى مطلع الأسبوع وإلى السعودية وسيواصل تعاوننا العملى مع كل من اسرائيل وشركائنا فى الخليج.» من ناحية أخرى حذر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الايرانية آية الله على خامنئى فى رسالة وجهها إلى الرئيس الإيرانى حسن روحانى من أن «بعض» القوى الكبرى لا يمكن الوثوق بها فى تطبيق الاتفاق النووى الإيرانى وحثه على التيقظ من أى خرق. وهنأ خامنئى أمس المفاوضين الإيرانيين على «الجهود التى بذلوها بدون كلل»، لكنه دعا الرئيس روحانى إلى «التنبه من احتمال انتهاك الاطراف الاخرى التزاماتها». وطالب خامنئى بإخضاع نص الاتفاق لتدقيق متمعن واتخاذ تدابير قانونية حتى لا يخرقه الطرف الآخر. وفى فيينا، قال وزير خارجية النمسا سيباستيان كورتس إن الاتفاق النووى الذى احتضنته النمسا لأكثر من أسبوعين يبعث على التفاؤل بعهد جديد مع دول الاتحاد الأوربى خاصة والعالم أجمع. وأكد أن الاتفاق سيؤدى إلى تعزيز التعاون مع جميع الأطراف بشأن العديد من القضايا العالقة.