"البعض فى إيران كان يحلم بهذه اللحظة...والبعض لا يريد أن يستيقظ من النوم على أمل أن يكون الإتفاق مع امريكا كابوسا مؤقتا". يقول مرتضى محمد عارف وهو شاب إيرانى يعيش فى طهران، مشيرا إلى تباينات داخل إيران حيال الاتفاق النووي. وهى تباينات ظهرت نسبيا أمس، فوسط طوفان واسع من الإحتفالات والتهنئة، كانت صحيفة "كيهان" المتشددة والتى يعتبر رئيس تحريرها حسين شريعتمدارى مقربا من المرشد الأعلى آية الله على خامنئي، محافظة جدا فى رد فعلها، إذ ركزت "كيهان" على "الاختلافات" فى تفسير بعض البنود بين الحكومة الإيرانية والإدارة الامريكية. لكن مثل الشارع الإيرانى الذى سهر حتى الفجر للاحتفال، كان رد فعل غالبية الصحف الإيرانية اليومية مرحبا ومتحمسا. وشبه كتاب إيرانيون الإتفاق النووى ب"سقوط حائط برلين" و"انتهاء الحرب مع العراق" و"تحرير مدينة خرمشهر" خلال الحرب العراقية -الإيرانية. وانتشر الكاريكاتير فى وسائل التواصل الاجتماعى فى إيران ومن بينها كاريكاتير للرئيس الإيرانى حسن روحانى والرئيس الامريكى باراك اوباما يرقصان التانجو. وكاريكاتير أخر يصور فريق التفاوض الإيرانى مثل المحاربين يرفعون العلم الإيرانى بعد الانتصار فى المعركة. إلا أن النجم الأول فى تغطية الصحف الإيرانية كان وزير الخارجية محمد جواد ظريف صاحب "دبلوماسية الابتسامة" كما يسميه الإيرانيون. فقد وضعت صوره على الصفحات الاولى فى أغلب الصحف الإيرانية مع مقارنته مرة برئيس الوزراء الراحل محمد مصدق، الذى أمم النفط الإيرانى فى الخمسينيات قبل أن تطيح به الاستخبارات الامريكية فى انقلاب. كما قورن ظريف بشخصية اسطورية إيرانية وردت فى "الشاهنامنة" وهى شخصية "أرش الرامي"، وقورن أيضا بأحد أهم رموز النهضة فى إيران وهو رئيس الوزراء النافذ والاصلاحى فى الأسرة القاجارية أمير كبير. وعنونت صحيفة "اعتماد" الاصلاحية الاتفاق ب "موسم السلام"، وكذلك "انتصار الدبلوماسية". و"العالم يتغير" مع صورة كبيرة لظريف. أما صحيفة "افتاب" وهى أيضا مقرية من الاصلاحيين فعنونت "إيران الغد" و "الثلاثاء التاريخي". وصورت جواد ظريف بقبعة أمير كبير. أما صحيفة "ابتكار" فلخصت المشهد ب "عصر إيران".