ليلة القدر هي إحدى الليالي العظيمة التي تأتي مرة واحدة في العام، وفضلها الله على سائر الأوقات، تتنزل فيها السكينة على سائر المخلوقات، كما تتنزل الرحمات، لقوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مطْلَعِ الفجر)، ويؤكد العلماء أن ليلة القدر لها شأن عظيم عند الله، حيث ان هذه الليلة منحة من الله تعالى لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهنيئا لمن يدرك هذه الليلة العظيمة، ويقومها ايمانا واحتسابا رجاء المغفرة والعفو من الله تعالى. . ويقول الدكتور سعيد عامر أمين عام اللجنة العليا للدعوة الإسلامية، من أسباب تسميتها بذلك الاسم، أن أهل العلم أفاضوا فى ذلك، فمنهم من قال : سميت ليلة القدر وذلك من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم، أى ذو شرف، وأيضا أن الله تعالى يقدر فيها ما يكون فى تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجرى فى ذلك العام، وهذا من حكمته عز وجل، وقيل: إن للعبادة فيها قدرا عظيما لقول النبي، صلى الله عليه وسلم:» من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غٌفر له ما تقدم من ذنبه»، وقوله تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم..)، وكما ورد فى القرآن أنها خير من ألف شهر، وهى ليلة الشرف العظيم، ليلة الخير والبركة، والسعادة والهدوء والنور والراحة، و العتق للطائعين، و الفوز للفائزين، و الرحمة تتزين فيها السماء، وتضىء فيها الأرض وتفتح فيها أبواب السماء للمقبولين، من رزق الله القبول فى هذه الليلة سعد ولم يشق بعدها أبدا، أنزل الله فيها القرآن الكريم جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة فى السماء الدنيا، قال تعالى: ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ).
لها علامات وأضاف: إن ليلة القدر وصفها العلماء بأنها ليلة القيام، ولها علامات فتصبح شمسها لا شعاع لها، وتكون ليلتها معتدلة صافية ليست باردة ولا حارة، وعلينا أن نكثر الدعاء فيها للحصول على المغفرة، وهذه الليلة يشرح الله فيها صدور المؤمنين، فيدخل الله عليهم فى هذه الليلة طمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وتكون الرياح فيها ساكنة، وهناك حديث عن أبى بن كعب أنه قال: أخبرنا النبي، صلى الله عليه وسلم»أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها»، موضحا أن وقتها يكون فى الأوتار منها بالذات، وهى : إحدى وعشرون، وثلاث وعشرون، وخمس وعشرون، وسبع وعشرون، وتسع وعشرون، وكذلك قال ابن عباس رضى الله عنهما» إنها ليلة سبع وعشرين «. تحّروا ليلة القدر ويقول الدكتور صابر أحمد طه، عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر ، إن لهذه الليلة شأنا عظيما عند الله عز وجل، بدليل أنها لها سورة مستقلة بذاتها، ويقول النبي، صلى الله عليه وسلم « تحروا ليلة القدر فى العشر الأواخر من رمضان» ومن حصل له رؤية شيء من علامات ليلة القدر يقظة فقد حصل له رؤيتها، ومن اجتهد فى القيام والطاعة وصادف تلك الليلة نال من عظيم بركاتها فضل ثواب العبادة تلك الليلة، وعن عبد الله بن أنيس أنه قال»يا رسول الله، أخبرنى فى أى ليلة تبتغى فيها ليلة القدر، فقال: «لولا أن يترك الناس الصلاة إلا تلك الليلة لأخبرتك»، ففيها أنزل القرءان وفيها يفرق كل أمر حكيم أى كل أمر مُبْرَم أى أنه يكون فيها تقسيم القضايا التى تحدث للعالم من موت وصحة ومرض وغنى وفقر وغير ذلك مما يطرأ على البشر من الأحوال المختلفة من هذه الليلة إلى مثلها من العام القابل، ثم قال الله تعالى: (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) فليلة القدر سلام وخير على أولياء الله، وأهل طاعته المؤمنين ولا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا أو أذى لمخلوق على الأرض، وتدوم تلك السلامة حتى مطلع الفجر. وعن عائشة رضى الله عنها، قالت: «قلت يا رسول الله إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي»اللهم إنك عفوّ تحب العفوَ فاعفُ عنّي».