عندما تسير فى شوارع القاهرة وبمجرد دخولك هذا الحى تجد أنك قد انتقلت لزمان ومكان الدولة المملوكية فهناك تشم رائحة وعبق التاريخ ، حى المغربلين والذى يقع بين السيدة زينب وسيدنا الحسين تجد به الكثير من الآثار والمساجد الإسلامية مثل زاوية كتخدا والتى أنشأها الأمير عبد الرحمن كتخدا منذ حوالى ثلاثة قرون ، والكتخدا كان وكيل الباشا ممثل السلطان فى مصر ينوب عنه فى كامل اختصاصاته. ويعتبر هذا الأثر من أجمل آثار كتخدا بمدينة القاهرة فواجهته من الحجر و تمتاز بالزخارف الجميلة ، أيضا تجد تحفة معمارية وهى مسجد جانى بك ويرجع تاريخه إلى العام 1426 ميلادياَ ويشغل مسا حة مستطيلة الشكل تشتمل على صحن أوسط مغطى بسحابة من القماش السميك . ومسجد قرطبة الذهبى وهو زاوية صغيرة للصلاة لا تتعدي50 مترا وبها ضريحان لا يعرف المصلون لصاحبيهما أسماء. وعندما تسير داخل حى المغربلين مارا بحى الخيامية والسروجية تجد المشربيات تزين المنازل على جانبى الطريق وأصحاب المهن القديمة يقومون بتسريج الخيام لتشعر أنك فى العصر المملوكي. ولكن عفوا هذا الوصف كان منذ عشرات السنوات أو فى كتب التاريخ القديمة ولكنك وعلى الطبيعة تجد حى المغربلين قد تحول إلى حارة ضيقة غير مرصوفة لا تستطيع السير فيها ، ازدحمت بالباعة الجائلين الذين احتلوا الأماكن الأثرية وأغلقوها ببضاعتهم ، أيضا أصحاب المقاهى و المحلات الجزارة والأسماك والطيور وغيرها فرضوا سطوتهم على الحى ليتحول إلى زخرابةس طمست معالم الحى المملوكى قديما والذى كان حى الباشوات فى القرن الماضى وأخيرا أصبح حى العشوائيات فى العصر الحديث . حى المغربلين يحتاج نظرة من رئيس الوزراء شخصيا فهو لا يقل أهمية وتاريخا عن شارع المعز ولكنه يحتاج لقرار جريء ليعود الحى المملوكى لجماله القديم . عادل صبرى