أصابع خارجية توجه الإرهاب فى مصر

صبرة القاسمى: رسالة «العدنانى» ضمت تكليفات تم تنفيذ 3 عمليات منها نبيل نعيم: النائب العام نجا من محاولة اغتيال سابقة منذ فترة قصيرة

عقب خروج موكب الشهيد المستشار هشام بركات النائب العام من منزله بأقل من 10 دقائق اغتالته يد الخسة والنذالة حيث استهدفته سيارة مفخخة تم زرعها بدقة شديدة فى مسرح الجريمة وأودت بحياته بعد وصوله إلى مستشفى النزهة الدولى بساعات قليلة.
وقد كشفت الجريمة الإرهابية الغادرة عن حجم الكراهية والحقد الذى يملأ قلوب عناصر جماعة الإخوان الإرهابية تجاه قضاء مصر العظيم، والتخطيط المتواصل للنيل من ميزان العدالة واستهداف أحد فرسانها الشرفاء فى نهار رمضان وهو صائم وأثناء تلاوته آيات من كتاب الله.
تحقيقات «الأهرام» استطلعت آراء عدد من المتخصصين فى شئون الجماعات الإرهابية لكشف ملابسات الحادث الإجرامى ، كما كشفت عن تفاصيل دقيقة لمرتكبى العملية الإرهابية.. والتفاصيل فى السطور التالية.
فى البداية يقول الشيخ نبيل نعيم مؤسس تنظيم الجهاد السابق والمتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية إن هذه هى المرة الثانية التى يتعرض فيها الشهيد المستشار هشام بركات النائب العام لمحاولة اغتيال على يد عناصر الجماعة الإرهابية التى أعلنت منذ اللحظة الأولى عن استهدافه بشكل مباشر حيث كانت المحاولة الأولى أمام مبنى دار القضاء العالى منذ فترة قريبة ونجا منها ، إلا أن عناصر الجماعة الإرهابية لم تيأس من تكرار الجريمة ، ورصدت تحركاته بتقنية عالية واستهدفته غدرا فى توقيت صعب .
وأضاف أن تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية قائم على الاغتيالات وفكرهم ملوث بالجرائم والعنف لتنفيذ أجندات خارجية بل ويتم دعمهم من أجهزة مخابرات لدول غربية بهدف تفتيت المنطقة.
وأكد مؤسس تنظيم الجهاد السابق أن استهداف موكب الشهيد المستشار هشام بركات النائب العام كان متوقعا وذلك بعد تحريض ما يسمى ببيان نداء الكنانة ودعوتهم فيه لاستهداف رجال القضاء واغتيالهم ، كما أن تنظيم ما يسمى بولاية سيناء أعلن فى وقت سابق عن استهداف القضاة الذين ينظرون القضايا المتهم فيها عناصر الجماعة الإرهابية .و أن جماعة الإخوان الإرهابية ترتكب نفس الأخطاء التى وقعت فيها عل مدى تاريخها ، كما أن قيادات الجماعة تعلم أنها لن تنجح فى محاولاتها الفاشلة لإسقاط الدولة إلا أنها تسعى إلى تنفيذ أجندات خارجية بتمويلات قطرية وتركية لضرب الاستقرار فى البلاد وأن استهداف القضاة لن يثنيهم عن مواصلة محاكمة قيادات الجماعة الإرهابية بالقانون وتطبيق الأحكام التى تناسب جرائمهم ضد الوطن .
مجموعات نوعية
وكشف د. صبرة القاسمى الباحث فى شئون الحركات الإسلامية ومنسق الجبهة الوسطية عن المتورطين فى جريمة اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام قائلا: إن المجموعات النوعية الإخوانية هم من المرجح أن يكونوا وراء الجريمة الإرهابية الغاشمة التى تعمل على استهداف القضاة ، كما أن جميع الحركات المنبثقة عن الجماعة الإرهابية مثل العقاب الثورى وحرس الثورة ومجهولين والمقاومة الشعبية هم مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابى ويعملون بتوجيهاته ، ويحصلون على تمويلات مالية ضخمة من أجل تنفيذ هذه العمليات الإرهابية. وأن استهداف رجال القضاء من ركائز الفكر الإخوانى الإرهابى الذى اتخذ موقفا عدائيا من الدولة وأقر ممارسة العنف ضد كل رجال الدولة ومؤسساتها خاصة مع ذكرى الاحتفالات بالذكرى الثانية لثورة 30 يونيو. وتوقع أن ترتفع موجة التصعيد من جانب عناصر الجماعة الإرهابية وإراقة مزيد من الدماء على ثوب العدالة فى محاولة يائسة منهم لبث الخوف فى قلوب رجال القضاء ، لكنهم لا يدركون أن القضاة لا ترهبهم أعمالهم الدنيئة ولا يخشون أحدا فى عملهم إلا الله.
وأشار د. صبرة القاسمى إلى أن عناصر الجماعة الإرهابية هددت باستهداف القضاة ونفذت ما وعدت به وستعمل على التصعيد خاصة فى ذكرى الإطاحة بالمعزول مرسى فى ثورة 30 يونيو . واتهم تنظيم داعش وهو أحد أجنحة تنظيم الإخوان بمسئوليته عن الجريمة الإرهابية مؤكدا أن منهج داعش الإرهابى يقوم على تفضيل العمل على القول فلا يقول إلا بعض ما يقصد ويقصد كل ما يقول، مشيرا إلى أن إصدارات التنظيم الإرهابى تضم عدة رسائل تدعو إلى استهداف القضاة وبث الخوف فى قلوبهم .
رسالة صوتية
وفجر القاسمي- مفاجأة من العيار الثقيل قائلا : إن الرسالة الصوتية التى بثها أبو محمد العدنانى المتحدث باسم تنظيم داعش الإرهابى منذ عدة أيام بعنوان (يا قومنا أجيبوا داعى الله) وبثتها إحدى القنوات التابعة لتنظيم داعش بها عدة رسائل وكل رسالة تحمل عملية معينة، مشيرا إلى أنه تم تنفيذ 3 عمليات حتى الآن على الأرض وسيتم تنفيذ الباقى خلال الفترة المقبلة .
وقال د.ناجح إبراهيم القيادى السابق بالجماعة الإسلامية ان بعض العناصر الإرهابية تسللت عقب فتح معبر رفح البرى لتنفيذ الجريمة والعودة مرة أخري، كما أن الحادث الإرهابى هو بمثابة رد على الأحكام الأخيرة ضد عناصر الجماعة الإرهابية والحكم بإعدام الإرهابى عادل حبارة، فى قضية مذبحة رفح الثانية، ومقتل عدد من العناصر التكفيرية وضبط الكثيرين منهم . و أن أنصار محمد العدنانى المتحدث باسم تنظيم داعش الإرهابى استجابوا له لتنفيذ ما يسمى بغزوة رمضان فى عدد من الدول مثل فرنسا والكويت وتونس والجرائم الإرهابية هزت العالم ، وهناك توقعات بتكرار مثل هذه الحوادث فى دول أخرى خلال الأيام المقبلة.
وأشار - القيادى السابق بالجماعة الإسلامية - إلى أن هناك مجموعات جاءت من الخارج متدربة تدريبا جيدا كأفراد عاديين ويتواصلون مع الجماعات التكفيرية فى سيناء، بهدف توسيع نشاط الإرهابيين فى مصر لتصبح مثل سوريا والعراق . وأن هناك عددا من التنظيمات والدول المعادية للوطن تقوم بتمويل هذه الجماعات الإرهابية بهدف إثارة الفوضى فى البلاد ، وإنشاء فرع لما يسمى تنظيم داعش الإرهابى فى مصر، مشيرا إلى أن تنظيم بيت المقدس هو النسخة المصرية من تنظيم داعش الإرهابى الذى يبيح دماء رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء. وكشف عن أن تنظيم بيت المقدس لا يركز على إعداد عناصره بقدر تركيزه على العناصر المدربة والتقنيين القادرين على صناعة المتفجرات حتى يسهموا فى نجاح عملياتهم النوعية، مثلما حدث فى العملية الإرهابية الأخيرة.
بلاغ ضد المعزول
ويقول د. سمير صبرى المحامى بالنقض تقدمت ببلاغ ضد المعزول مرسى لتورطه فى حادث اغتيال المستشار هشام بركات ، خاصة أن إشارات الذبح التى كان يقوم بها من داخل القفص خلال جلسة محاكمته فى قضية التخابر مع قطر كشفت حقيقة تورطه فى الجريمة الإرهابية.
وأضاف أن المعزول مرسى كان يحرض على ارتكاب أعمال العنف والقتل ضد أبناء الوطن ، لذلك فهو متورط فى حادث قتل المستشار هشام بركات النائب العام.