بعد استسلام الأطراف المعنية فى مفاوضات إيران والدول الكبرى لصعوبة التوصل لإتفاق نووى تاريخى مع طهران قبل انتهاء المهلة الزمنية المقررة اليوم، اتهم دبلوماسيون غربيون إيران بمحاولة "التملص" من تعهداتها النووية بموجب الاتفاق الإطارى الذى تم فى لوزان فى إبريل الماضى. وقال دبلوماسى غربى ل"الأهرام": نرى تراجعا إيرانيا فى عدة نقاط من بينها آلية مراقبة التزام طهران بتطبيق التزاماتها الواردة فى الاتفاق الإطارى للحد من أنشطتها النووية". ويشعر المفاوضون الغربيون أن الضغوط الداخلية فى إيران من قبل المتشددين تلعب دورا سلبيا فى تقدم المفاوضات. وتابع الدبلوماسى:"المواقف الإيرانية الجديدة تضعنا أمام مشاكل كثيرة فنية وسياسية،ومن الخطأ جر التعقيدات السياسية فى إيران لمائدة التفاوض فى فيينا،فالآن نحن نعيد بحث نقاط كنا اتفقنا عليها قبل أشهر". وبالرغم من تجاوز المهلة الزمنية للاتفاق، فإن الانطباع العام هو أن الاتفاق النووى سيتم توقيعه خلال الأيام المقبلة. وقال دبلوماسى غربى فى هذا الصدد:"خامنئى عندما يضع خطوطا حمراء، يكون ذلك فى إطار توسيع هامش المناورة أمام فريق التفاوض الإيرانى كى يحصل على أفضل صفقة ممكنة" ومن ناحيتها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فديريكا موجرينى:"سيكون الأمر صعبا، لكنه ليس مستحيلا". وتابعت:"الشروط كلها متوافرة للتوصل للاتفاق خلال هذا الأسبوع". وواصل وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى مشاوراته فى فيينا، ومن المقرر أن يلحق به اليوم نظيره الإيرانى محمد جواد ظريف الذى غادر إلى إيران الأحد للتشاور مع القيادة الإيرانية. وقال دبلوماسى إيرانى ل"الأهرام" إن ظريف يريد التنسيق مع القيادة الإيرانية، وإبلاغ على أكبر صالحى رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية وكبير المفاوضين النوويين بمقترحات الحلول الوسط حول القضايا الخلافية لأخذ "الضوء الأخضر" من طهران. وحذرت بريطانيا من أن "لا اتفاق.. أفضل كثيرا من اتفاق سيئ"، فيما قال رئيس البرلمان الإيرانى على لاريجانى، إن تشدد الغرب فى بعض النقاط قد يفتح الباب أمام إسراع إيران وتيرة برنامجها النووى لا العكس. من ناحيته، حذر وزير الخارجية البريطانى فيليب هاموند فى تصريحات فى فيينا، من أن "تحديات كبيرة" ما زالت تقف أمام الاتفاق، بما فى ذلك نقاط هناك تباين فى تفسيرها بين الإيرانيين ودول مجموعة 5+1جاءت فى اتفاق لوزان الإطارى. وأضاف هاموند فى تحذير ضمنى للإيرانيين:"لا اتفاق.. أفضل كثيرا من اتفاق سيئ".