متابعة برنامج اجتماعى سنة وراء اخرى من الامور النادرة بالنسبة لى ولاولادى إلا ان برنامج خواطر استطاع ان يجمع الاسرة حوله على مدى مواسمه كلها حتى هذا العام الذى اعلن فيه الشقيرى انه موسمه الاخير مؤكداً ان (خواطر لتغيير الفكر واذا تغير الفكر تغير العمل فلسنا من المطبلين ولا من المحتقرين ) حلقة يوم الاحد الماضى كانت من اكثر الحلقات تأثيراً فىّ حتى البكاء.. عرضت الحلقة العشوائيات حول العالم والتى يسكنها مليار شخص وخطورتها على العالم بصفة عامة وليس ساكنيها فقط ،وبطبيعة الحال كان لعشوائيات القاهرة نصيب . كلنا نعلم البؤر العشوائية واماكنها بل واسماء بعضها ولا يعلم اغلبنا كيف يعيش سكانها ومهما ادعت افلام ومسلسلات انها تنقل واقع حياة هؤلاء المنسيون بين اطنان القمامة والمجارى وما تأنف نفوسنا عن ذكره وسماعه فهى لم تنقل سوى السرقات والجرائم واسلوب حياة الغاب التى فرضتها الحياة عليهم. عرضت الحلقة نموذجين الاول لمنطقة يعيش افرادها على مشاركة الحمامات التى تعمل بنظام البيارة حيث لا يوجد صرف صحى والاخر لاسرة اضطرها حريق منزلها لتعيش فى الشارع وسط القمامة ،وحلت الحلقة مشلة الاولى باعداد حمامات آدمية ولها صرف صحى بعيداً عن غرفهم اما الاسرة الثانية فتم ايصالهم بجميعة مهتمة بهذا المجال ( وليس لها اعلانات) قامت بتأهيلهم نفسياً والكشف الطبى عليهم وقام البرنامج بايجار منزل مناسب لمدة عامين ومحل عطارة حتى تستطيع تلك الاسرة ان تقف على قدميها مرة اخرى. برزت امامى الحقيقة المؤلمة نحن نعيش فى فقاعة بعيداً عن الواقع .. نعترض تارة ونطالب ونناشد تارة ونحن مازلنا على كراسى المتفرجين او " حزب الكنبة " ان جاز التعبير، ومن يرغب منا فى تقديم يد العون يبحث فى دائرة المعارف ( فالاقربون اولى بالمعروف) ومن يَرد الزيادة يطلب من البنك قائمة بارقام حسابات التبرعات الخيرية ليضع زكاته او صدقته. ويأتى الشهر الكريم ليتنافس انتاج مبهر ما بين مسلسلات وبرامج واعلانات تصرف فيها ملايين الجنيهات وتتناقل اخبار النجوم واجر كل منهم فى هذا المسلسل او ذاك الاعلان ولم نسمع عن تخصيص اى من هذه الارباح لاعادة تأهيل منطقة واحدة من تلك المناطق التى تزحف الى داخل القاهرة .لا استطيع ان انكر مجهود الفنان المحترم محمد صبحى ومدينته التى يسعى بها الى حل المشكلة. مقصرون .. نعم، وسَنُسأل .. نعم ،وسَنُحاسب .. نعم .. حتى وإن كانت ذات اليد ضيقة فلم نُعدم المجهود .. فزكاة نعم الله علينا لا تقتصر على المال .. فلنبحث ولندقق ونمد يد العون لمن يستحق ويحتاج ويكفينا اننا نضع رأسنا اخر الليل مطمئنين لباب مغلق علينا وسقف يحمينا. [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة عمارة