اندلعت أمس أزمة فرنسية أمريكية، إثر تفجير موقع "ويكيليكس" لفضيحة تجسس الولاياتالمتحدة على ثلاثة رؤساء فرنسيين هم السابقان جاك شيراك ونيكولا ساركوزى والرئيس الحالى فرانسوا أولاند، الأمر الذى دفع لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسى إلى استدعاء السفيرة الأمريكية فى باريس جين هارتلي. ويأتى قرار استدعاء السفيرة الأمريكية بعد ساعات من انعقاد مجلس الدفاع الفرنسى برئاسة أولاند، حيث أدان عمليات التنصت على رؤساء فرنسا ووصفها بأنها "غير مقبولة"، وأكد أن باريس لن تقبل أى أفعال تمس أمنها و حماية مصالحها. وشدد الرئيس الفرنسى على أن بلاده "لن تتهاون مع أى تهديدات ضد مصالحها"، وذلك ردا على ما تم الكشف عنه بشأن تجسس وكالة الأمن القومى الأمريكى على كبار المسئولين الفرنسيين. وقال أولاند، فى بيان صدر عن قصر الإليزيه عقب الاجتماع الطارئ مع وزير الدفاع، " إن التقارير التى كشفها موقع ويكيليكس تعكس حقائق غير مقبولة أثيرت بالفعل بين أمريكاوفرنسا". كما أشار البيان إلى أن فرنسا عززت نظام المراقبة والحماية الخاص بها ولن تقبل أى ممارسات تضر بأمنها ومصالحها، منبها إلى أن مجلس الدفاع بحث التقارير الصحفية التى نشرت أمس الأول حول وقائع تجسس وكالة الأمن القومى الأمريكية على الرؤساء وكبار المسئولين الفرنسيين فى الفترة ما بين 2006-2012. و دعا بيان الإليزيه السلطات الأمريكية إلى الالتزام الصارم بالتعهدات التى قطعتها وبإعادة التذكير بها، فى إشارة إلى محادثات سابقة بهذا الصدد جرت بين الجانبين الفرنسى والأمريكى فى نهاية 2013 وخلال الزيارة الرسمية التى قام بها أولاند إلى الولاياتالمتحدة فى فبراير 2014. وشارك فى الاجتماع الوزارى الطارئ كل من رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس ووزير الخارجية لوران فابيوس، ووزير الدفاع جون إيف لودريان ووزير الداخلية برنار كازنوف بالإضافة إلى مسئولين بالمخابرات الداخلية والخارجية ورئيس أركان الجيوش. كما أعلن "ستيفان لوفول" المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أن بلاده سترسل مسئولا مخابراتيا بارزا إلى الولاياتالمتحدة خلال الأيام المقبلة لبحث التقرير الذى سربه موقع ويكيليكس. وفى محاولة سريعة لرأب الصدع فى العلاقات بين البلدين، أكد البيت الابيض أنه لم ولن يستهدف مكالمات أولاند، وذلك دون الإشارة إلى عمليات تنصت سابقة على شيراك وساركوزي.