علي مدي سنوات طويلة وفي مثل هذه الأيام وهي حلول شهر رمضان كانت صوره وأفيشات مسلسله تملأ الشوارع والميادين، وعلي القنوات الفضائية كان تتر مسلسله الجديد يتربع الشاشات، ومع نهاية الشهر يتصدر مسلسله قمة عرش المسلسلات من حيث المشاهدة والإعلانات، ويتحدث الكثير من المصريين عنه وعن أدائه المتميز وكيف أنه كل عام يقدم لنا شخصية جديدة بأحداث مثيرة تحمل بصمة فنان فى قامة وقيمة نور الشريف . فجأة أصيب النجم الكبير بمرض أختلف الكثير في تحديده ولكنه للأسف أنهك جسده الجميل، وآثر النجم السلامة وحتى لا يتحول لمادة للحديث والقيل والقال في الصحف والفضائيات وحتي لا يتحول إلي نجم يستحق الشفقة والعطف ، أنسحب نور الشريف من الساحة الفنية بحلوها ومرها ليظل كما هو معروفا لدي جمهوره النجم المحبوب صاحب الأدوار الصعبة والمؤثرة علي مدي تاريخه الفني الطويل . ولأن الفضائيات تتعامل مع النجوم على طريقة خيل الحكومة وهي الحكم عليها بالإعدام بعد غيابها بسبب المرض أوعدم القدرة علي العطاء فى الشاشة أو فى ملاعب الكرة، ليتحول نجم الكرة بعد إصابته إلي شخص يجلس علي دكة الاحتياطي ، وقد يتحول به الحال فلا يجد قوت يومه والأمثلة كثيرة في عالم كرة القدم .. فهذا ما فعلته الفضائيات مع نور الشريف فبعد أن كان سببا في أن تكسب ملايين الجنيهات من حصيلة الإعلانات المصاحبة لمسلسلاته تم نسيانه بعد أن سقط علي فراش المرض، فلم يقدم له أي مسلسل ولو في الأوقات الغير مطلوبة للإعلانات تقديرا للنجم المصري، وليكون لمسة عرفان ووفاء لعطاءه المتميز الذى يشرف أي قناة ويكون أيضا سببا في رفع الروح المعنوية له وهذا أكثر ما يحتاجه المريض في هذه الظروف . ولو قبلنا هذا التجاهل من الفضائيا ت التى لايهمها إلا المكسب والجري وراء المال، لكن أين التلفزيون المصري بقنواته الكثيرة ولماذا لا يقدم أعمال النجم المحبوب تكريما له وسيجد أن هناك جمهورا كثيرا سيقبل علي مشاهدته بدلا من مسلسلات هذه الأيام والتي تقوم علي الصراخ والسب والشتيمة والألفاظ البذيئة التى تكرس سلوكيات البلطجة من الصغار والكبار، يجب ألا ننسي الحاج متولي والحاج عبد الغفور البرعى والدالى وخلف الله وعرفة البحر وغيرها من الأدوار التى عششت فى الضمير المصرى وتركت بصمة واضحة في تاريخ الدراما المصرية ولا نرضي له أن تنتهي حياته الفنية وهو مازال علي قيد الحياة .. ونحن نعلم أن مجرد كلمة شكر وتقدير نقدمها له فى استراحة المحارب الذى أفنى عمره فى تجسيد هموم المصريين، قبل أن نفاجأ بأنه رحل عن عالمنا ونكتفى بعبارة "تعيش وتفتكر" استفيدوا من عرض أفلامه .. مسلسلاته .. حواراته .. ليمتعنا بأعماله ولا ينتهي فجأة وعندها نتذكر أعماله ونندم علي تجاهل النجوم المضيئة ولكن سيظل نور الشريف «آخر الرجال المحترمين» لمزيد من مقالات عادل صبري