نشر محققو الأممالمتحدة أمس نتيجة تحقيقهم الذى استمر عاما، بشأن جرائم حرب مزعومة من جانب كل من القوات الإسرائيلية والنشطاء الفلسطينيين خلال حرب غزة عام 2014. وقال المحققون إن إسرائيل وجماعات فلسطينية مسلحة ارتكبت انتهاكات جسيمة خلال حرب غزة قد ترقى إلى جرائم حرب. وطالب المحققون إسرائيل بتقديم تفاصيل عن "قرارات الاستهداف" حتى يتسنى إجراء تقييم مستقل لهجماتها على قطاع غزة التى قتل فيها 1462 مدنيا ودمرت آلاف المنازل. وأدان المحققون المستقلون بقيادة القاضية الأمريكية مارى مكجوان ديفيز الاعدامات التى نفذتها جماعات فلسطينية "لمتواطئين" مزعومين وقالوا إن ذلك يشكل جرائم حرب. ومن جانبها، انتقدت إسرائيل أمس نتائج تقرير للأمم المتحدة تحدث عن احتمال ارتكابها جرائم حرب خلال الصراع الذى دار فى غزة عام 2014. وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانا قالت فيه "الجيش الإسرائيلى تصرف لدى الدفاع عن نفسه أمام الهجمات وفق أعلى المعايير الدولية." وفى البيان الصادر بعد تحقيق الأممالمتحدة الذى استغرق عاما كاملا قالت الوزارة إن نتائج التحقيق لا تفرق بين سلوك إسرائيل "الأخلاقي" وتصرفات المنظمات الفلسطينية "الإرهابية" التى واجهتها خلال الحرب التى دامت 50 يوما. ولم يصدر بعد تعليق من حركة (حماس) التى تدير قطاع غزة والتى قال التقرير إنها ربما ارتكبت هى أيضا جرائم حرب من خلال إطلاق صواريخ على قرى ومدن إسرائيلية. من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس ان الرئيس الفلسطينى محمود عباس ابلغه أمس الأول ان الحكومة الفلسطينية الجديدة لن تتضمن الا اطرافا تعترف باسرائيل وتنبذ العنف وتوافق على مبادئ الرباعية، وبالتالى فهى لن تضم حركة حماس. وقال الوزير الفرنسى، خلال مؤتمر صحفى فى القدس بعدما كان التقى فى وقت سابق مع الرئيس الفلسطينى فى رام الله بالضفة الغربيةالمحتلة، إن «الرئيس عباس ابلغنى انه يحاول تشكيل حكومة وحدة وطنية وبالتالى فإن المسألة (العلاقات مع هذه الحكومة) يمكن أن تطرح». واضاف ان عباس «اوضح لى ان هذه الحكومة لن تضم إلا رجالا ونساء يعترفون باسرائيل وينبذون العنف ويوافقون على مبادئ الرباعية الدولية للشرق الاوسط (الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبى والامم المتحدة)، مما يعنى أن حماس لن تشارك فيها. واكد فابيوس ان «هذا الامر يلائمنا بالكامل»، مذكرا بأن فرنسا لا تقيم اى علاقات مع حماس التى يعتبرها الاتحاد الاوروبى والولاياتالمتحدة واسرائيل منظمة ارهابية. واشار فابيوس الى انه سأل رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتانياهو عما يتردد عن اتصالات غير مباشرة تجرى بين اسرائيل وحماس، بمعزل عن السلطة الفلسطينية، بهدف التوصل لهدنة دائمة بين الطرفين فى قطاع غزة. وقال: «اذا فهمت جوابه فهو يعنى، بطريقة اجهلها، ان هناك محادثات بشأن غزة وبشأن تحسين الوضع الانسانى» فى القطاع الفلسطينى المحاصر. كانت وسائل اعلام تناقلت معلومات عن اتفاق تهدئة بين حماس واسرائيل يجرى التفاوض بشأنه ويمكن أن يمتد لسنوات ونص خصوصا على رفع الحصار عن القطاع واعادة اعماره وانشاء مطار وميناء فيه. كان رئيس الحكومة الفلسطينية رامى الحمدالله قدم الاربعاء استقالته للرئيس عباس الذى كلفه بتشكيل حكومة جديدة، فى خطوة رفضتها حماس. فى غضون ذلك، أعلن عصام يوسف، رئيس قوافل «أميال من الابتسامات» التضامنية مع قطاع غزة، أن «أسطول الحرية 3» سينطلق باتجاه غزة خلال ساعات على الرغم من التهديدات الإسرائيلية باعتراضه. وقال يوسف - فى تصريحات صحفية أمس - إن المتضامنين وأحرار العالم مصرون على الانطلاق نحو غزة وكسر الحصار الإسرائيلى، وحذر الاحتلال الإسرائيلى من مغبة الاعتداء على المتضامنين، داعيا المجتمع الدولى إلى تحمل مسئولياته الأخلاقية تجاه حماية المتضامنين من دول العالم. وأكد رسالتهم الإنسانية وهى «كسر الحصار غير الأخلاقى وغير القانونى على سكان قطاع غزة». كانت إسرائيل قد أعلنت رسميا أنها لن تسمح بوصول «أسطول الحرية3» لكسر الحصار إلى قطاع غزة والموجود حاليا بين إيطاليا واليونان. وأكد مصدر عسكرى إسرائيلى فى تصريح نقلته وسائل الإعلام أن الجيش لن يسمح بوصول القافلة البحرية المنوى انطلاقها من اليونان إلى قطاع غزة. وقال المصدر إن التعليمات صدرت إلى الجهات المعنية بالاستعداد لوقف القافلة وعدم تمكينها من دخول المياه الإقليمية الإسرائيلية، وإن الجيش يتابع استخباريا التطورات على الساحة البحرية أول بأول. ويضم «أسطول الحرية3» الذى تنظمه «اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة» ست أو سبع سفن محملة بمساعدات إنسانية وطبية. ومن المقرر أن يشارك على متنه عشرات النشطاء الأوروبيين المتضامنين مع القضية الفلسطينية، وشخصيات رسمية وبرلمانية أوروبية وسياسيين وإعلاميين وأكاديميين وفنانين، إلى جانب مشاركة شخصيات عربية مثل الرئيس التونسى السابق منصف المرزوقى. كان أسطول الحرية الأول قد انطلق نحو قطاع غزة فى 31 مايو عام 2010، وكانت تقوده سفينة «مافى مرمرة» التركية، وهو الأسطول الذى هاجمته البحرية الإسرائيلية مما أسفر عن مقتل عشرة ناشطين وإصابة آخرين بجروح، فيما تم إحباط الأسطول الثانى ولم يتمكن من الوصول إلى عرض البحر بسبب الضغط الإسرائيلى على الحكومة اليونانية آنذاك. على صعيد آخر، أصيب شاب فلسطينى برصاص شرطى فى حرس الحدود الاسرائيلى بعد ان طعن الشاب الشرطى بسكين بالقرب من البلدة القديمة فى القدس. وقالت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا سمرى فى بيان ان الشاب فى ال 18 من العمر، وهو من الضفة الغربيةالمحتلة، مضيفة أنه «يشتبه بأن ما حصل عبارة عن عملية ارهابية».